lunes, 5 de septiembre de 2016

شرح أسماء الله الحسنى (المقدمة )

0 comentarios

·        قواعد في أسماء الله الحسنى

القاعدة الأولى : أسماء الله كلها حسنى  :
حسنى  : على وزن فعلى ، مؤنث الأحسن أي : بالغة في الحسن غايته لا نقص فيها بوجه من الوجوه وقد وصف الله أسماءه بالحسنى في أربعة مواضع هي :

     أ‌ -  { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون }  الأعراف : 180
    ب - { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}الإسراء : 110
    جـ –  { الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى } طه : 8
     د – {هو الله الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى ، يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم }  الحشر :24
ووجه الحسن في أسماء الله أنها دالة على مسمى الله فكانت حسنى لدلالتها على أحسن وأعظم وأقدس مسمى وهو الله عز وجل
         مثال : ” العليم ” اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل الذي لم يسبق جهل ولا يلحقه نسيـان.

-  قال اللـه تعالى : ( علمها عنـد ربي في كـتاب لا يضـل ربي ولا ينسـى ) [ طه : 52]

العلـم الواسـع المحيط بكل شيء جملـة وتفصيـلاً سواء مـا يتعلـق بأفعالـه أو أفعال خلقه.

-   قال الله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابـس إلا فـي كتـاب مبيـن ) [ الأنعام : 59]

-  وقال :  و( يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تســرون وما تعلنون والله عليـم بذات الصدور ) [ التغابن : 4]

 *  والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده  ويكون باعتبار جمعه إلى غيره  فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال.

      - مثال ذلك:“العزيز الحكيم” فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه وهو العزة في العزيز ، والحكم والحكمة في الحكيم

    والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل كما قد يكون من أعزاء المخلوقين فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف

    وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل فبعض الناس عنده حكمة ويضع كل شيء في موضعه ويتصرف تصرفاً حسناً لكن ليس عنده عزة وقوة التى ينفذ فيها ما أراد أما الله عز وجل فحكمته مقرونة بالعزة

*  و هناك أسماء لا يكون الحسن بانفراده بل بجمعه إلى غيره وهي الأسماء المزدوجة وتعريفها :  هي كل اسمين اقترن أحدهما بالآخر ولولا هذا الاقتران لما دل على الكمال فكانا كالصفة الواحدة في الدلالة على المعنى الممدوح ومن أمثلتها :المعطي و المانع ، والقابض والباسط ، المقدم والمؤخر  .

القاعدة الثانية : أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف :

 أعلام باعتبار دلالتها على الذات العلية (الله)
وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني

فـ ” الحي العليم القدير السميع البصير الرحمن الرحيم العزيز الحكيم ” كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه وتعالى لكن معنى الحي غير معنى العليم غير معنى القدير وهكذا

فكل اسم من أسماء الله الحسنى اسم علم يشتق منه صفة فيشتق من الرحمن صفة الرحمة ومن العليم العلم ومن السميع السمع ….وهكذا

·        أما بالنسبة للبشر فقد يسمى الرجل حكيماً وهو جاهل ، وكريماً وهو لئيم ، وصالحاً وهو طالح ، وسعيداً وهو شقي ، ومحموداً وهو مذموم

وعندنا أسماء العائلات مثل الطويل فلا يلزم منها الطول لأفراد العائلة ، وهكذا الصغير والقط والجمل أسماء عائلات

مناظرة في أسماء الله هل هي توقيفية

يذكر مترجموا أبي الحسن الأشعري أن من أسباب تركه الاعتزال مناظرته لشيخه أبي علي الجبائي في بعض المسائل ، ومنها هذه المسألة فقد كان أبو الحسن الأشعري يرى أن أسماء الله توقيفية – بخلاف شيخه الجبائي فمرة دخل رجل على الجبائي ، فقال له : هل يجوز أن يسمى الله تعالي عاقلاً

فقال الجبائي : لا لأن العقل مشتق من العقال ، وهو المانع ، والمنع في حق الله محال ، فامتنع الإطلاق

فقال أبو الحسن الأشعري : فقلت له : فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيماً لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج ، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :

فنحكم بالقوافي من هجانا **** ونضربُ حين تختلط الدماء
وقول الآخر :
أبني حنفية حكموا سفهاءكم **** إني أخاف عليكمو أن أغضبا

أى نمنع بالقوافي من هجانا ، وامنعوا سفهاءكم.
فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع ، والمنع على الله محال ، لزمك أن تمنع إطلاق ( حكيم ) على الله سبحانه وتعالى
قال : فلم يجب الجبائي إلا أنه قال لي : فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً ؟
قال : فقلت  له : لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته  ا هـ ذكره السبكي في الطبقات (3/357)

القاعدة الرابعة :أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين :

لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث { أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك } رواه أحمد وصححه الألباني  .

·        وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن أحداً حصره ولا الإحاطة به

-  وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ” إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة) فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة : إن  أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة أو نحو ذلك

إذاً فمعنى الحديث أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة

القاعدة الخامسة التوسل بأسماء الله الحسنى      

-  قال تعالى (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف:180.
(فَادْعُوهُ بِهَا ) من الدعاء بمعنى المناداة ؛ فدعا فلان أي ناداه والمقصود فنادوه بها عند الدعاء متوسلين .
فحينما تعرف قدرته تسأله ، وحينما تعرف رحمته تستغفره ، وحينما تعرف أنه الرزاق تسترزقه …..وهكذا
إذن : فادعوه بها من أجل أن يكون الدعاء مستجاباً

-  وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللّهم إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك.

-  و: (يا حيُّ يا قيّوم، برحمتك أستغيث.) و ( اللهم اذهب البأس ربالناس اشف وأنت الشافي ...)

·        وينبغي أن يستحضر من أسماء الله ما يناسب مطلبه فيراعى فيها التناسب ، كما تقول: يا غفور اغفر لي، ويا رزاق ارزقني، ويا منان منّ عليَّ، ولا يقبل أن يقول اللهم عليك بمن ظلمني يا أرحم الراحمين ، أو يا شديد العقاب اغفر لي

   -  قال الأصمعي: كنت أقرأ:( َوالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

وكان بجانبي أعرابي فقال: كلام مَن هذا ؟؟ فقلت: كلام الله قال: أعِد فأعدت؛ فقال: ليس هذا كلام الله.

فانتبهتُ فقرأت: )وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم)

فقال: أصبت فقلت: أتقرأ القرآن؟؟ قال: لا قلت: فمن أين علمت؟؟ فقال: يا هذا، عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لماقطع
ففهم الرجل بفطرته أن القطع لاتناسبه الرحمة.

 - ولهذا السبب نجد أن سورة التوبة لم تفتتح بالبسملة خلافا لسور القرآن لأنها افتتحت بالبراءة من المشركين (براءة من الله ورسوله) فلم يناسب لفظا ومعنى أن تفتتح بالبسملة المتضمنة لمعاني الرحمة (بسم الله الرحمن الرحيم) ، إذ لا يتفق معنى أن تفتتح خطابك بالرحمة ثم مباشرة تخبر المخاطب بالبراءة منه ، فبين المعنيين تفاوت كبير .

اسم الله الأعظم

وبمناسبة حديثنا عن التوسل بأسماء الله الحسنى نتكلم عن اسم الله الأعظم

الاسم الأعظم معناه : هو الاسم الذي إذا سئل الله به أعطى وإذا دُعي به  أجاب .

·          والراجح من أقوال العلماء أنه مؤلَّف من عدة أسماء، بناء على الأحاديث الواردة فيه وقد صح منها ما يلي :

1. روى أصحاب السنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلاً يدعو ويقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى ) صححه الألباني

2. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلى ثم دعا فقال : ( اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ). صححه الألباني

3. – وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) وفاتحة آل عمران: ( آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم )  صححه الألباني.

4. – وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء وإذا اجتهد في الدعاء قال: ( يا حي يا قيوم )

5. وعن أنس بن مالك قال كان النبي إذا كربه أمر قال:( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) .

6. – وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه ). قال القاسم فالتمستها فإذا هي في البقرة آية الكرسي )الله لا اله إلا هو الحي القيوم )وفي آل عمران فاتحتها (الله لا اله إلا هو الحي القيوم) وفي طه (وعنت الوجوه للحي القيوم) صححه الألباني

القاعدة السادسة :إحصاء أسماء الله الحسنى

 - ورد في الصحيحين عن أبي هريرة (إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة )

أما معنى إحصاء الأسماء فقد اختار الإمام ابن القيم في البدائع (1/164) أن الإحصاء على ثلاثة مراتب هي :
1- إحصاء ألفاظها وعددها
2- فهم معانيها ومدلولها
3- دعاؤه بها

  - قال تعالى: ( لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) سورة مريم

فمن هذه الآية يتبين أن الإحصاء شيء ، وأن العد شيء آخر ، العد أن تقول : في هذا الصف أربعون طالباً ، أما الإحصاء فأن تعرف طَالباً طالباً ، وضعه الصحي والاجتماعي ، والنفسي والديني ، والأسري ، وتقدمه ، ووتيرة التقدم ، وخصائصه ، وبأي شيء متفوق

وقال الشيخ ابن عثيمين في الفتاوى ص 55

وليس معنى أحصاها أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ ولكن معنى ذلك :

أولاً :- الإحاطة بها لفظاً
ثانياً :- فهمها معنى
ثالثاً :- التعبد لله بمقتضاها ولذلك وجهان :

    الوجه الأول : أن تدعو الله بها لقوله تعالى { فادعوه بها } بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك …..

   الوجه الثاني : أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء ، فمقتضى الرحيم الرحمة ، فاعمل العمل الصالح الذي يكون جلياً لرحمة الله ، هذا هو معنى أحصاها ، فإذا كان كذلك فهو جدير لأن يكون ثمناً لدخول الجنة ا0هـ .

أقوال العلماء في تحديد إحصاء أسماء الله الحسنى

ورد تحديد  الأسماء في سنن الترمذي من رواية الوليد بن مسلم ، و اشتهرت هذه الرواية على ألسنة العامة والخاصة منذ أكثر من عشرة قرون رغم عدم صحتها

فلم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء ، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف

 -  قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 1/217 ( لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي ، وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة ، وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث ، وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه ابن ماجه ، وقد روي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف ).

 -  ويذكر أيضا فيها(1 /217  بتصرف ) أنه إذا قيل بتعيينها على ما في حديث الترمذي مثلا ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث ؛ مثل اسم الرب فإنه ليس في حديث الترمذي وأكثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا الاسم ، وكذلك اسم المنان والوتر والطيب والسبوح والشافي ؛ كلها ثابتة في نصوص صحيحة وتتبع هذا الأمر يطول.

وإن شاء الله نستبصر بطرق علمائنا في جمع هذه الأسماء من الكتاب والسنة وأسأل الله أن يبارك في الوقت والعمر وأن يجعل ذلك طريقا لنا إلى الجنة اللهم آمين

ثمرات معرفة أسماء الله الحسنى

دراسة أسماء الله الحسنى تجدد الإيمان في القلوب وتعلقها بالله جل وعلا بعد أن غلبت المادية على عقول وقلوب الكثير منا فأنستنا حلاوة الإيمان بالله

والذي أبغيه في هذه الدراسة أن نبتعد عن المسائل الخلافية وفلسفات علماء الكلام لأني أؤمن أن العقيدة يقين يحرك وليست جدالا يؤرق ، فنتناول كل اسم تناولا إيمانيا ليكون لكل اسم في القلب أثرا كبيرا يحركه ويوقظ إيمانه المخدر ليصير إيمانا يقظا متحركا ، أسأل الله أن يرزقنا شرف التعرف عليه ، وحلاوة الأنس به .

وقبل البدء في شرح  أسماء الله الحسنى نتكلم عن ثمرات معرفة أسماء الله الحسنى

الثمرة الأولى:  الإيمان بالله العظيم

  -يقول الشيخ محمد النابلسي : الإيمان بالله شيء ، والإيمان به عظيماً شيء آخر .
قال تعالى في شأن  مًن استحق دخول النار : ﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِالله  الْعَظِيمِ﴾ سورة الحاقة

·        إذن ﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِالله الْعَظِيمِ﴾الأمر منصب على العظيم لأن إبليس آمن بالله :﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ﴾آمن به رباً وعزيزاً وخالقاً :﴿ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾
وآمن باليوم الآخر ، ومع ذلك هو إبليس ، فالذي يؤمن دون أن يستقيم يمكن أن نسمي إيمانه إيماناً إبليسياً ، الذي يؤمن دون أن يلتزم ، الذي يؤمن دون أن يقف موقفاً يؤكد إيمانه ، لأن الإيمان ما وقر في القلب ، وأقر به اللسان ، وأكده العمل
·        كلما تعمقت في أسماء الله الحسنى كان تعظيمك لله أكبر ، وكانت طاعتك أكثر ، وكانت مسارعتك إلى رضوانه أكثر ، فأصل الدين معرفة الله .

الثمرة الثانية / تحقيق شرف العلم بالله

فالإنسان يشرف بقدر ما يعلم وهل هناك أشرف من العلم بالله فهو أشرف معلوم كما قال الإمام الغزالي .
ومن أعجب الأمور أن الإنسان الغربي بلغ ما بلغ من العلم وعلى الرغم من ذلك تجده إنسان جاهل بالله الذي خلقه ، فهذه مصيبة الحضارة المادية التي علقت الناس بالمادة وأنستهم الله الذي خلقهم .

  -   يذكر الدكتور عبد المجيد الزنداني في إحدى محاضراته :  
جرت مجادلة بيني وبين أحد علماء بريطانيا: البروفسور كروستوفر بالس ، وهو طبيب من مشاهير علماء بريطانيا في الطب ، فقلت له : هل وُجِدَت عينك لحكمة ؟
قال : نعم .
قلت : وهل وُجِدَ أنفك لحكمة ؟
قال : نعم.
وأخذت أعدد أعضاء الجسم .
فقال لي : هذه مواضيع أبحاث علمٍ يسمى علم وظائف الأعضاء لا يتخرج الطبيب من أي كلية في الطب إلا إذا درسه .
فقلت له : هل الحكمة من هذا العضو خاصة بالعضو نفسه ، أم أنها من أجل الكل؟
(أردت أن يعترف أن الحكمة من الأجزاء ليست من أجل الأجزاء نفسها وإنما من أجل الكل).
فقال: أرأيت لو جئت بالجهاز الهضمي وحده من دون الجسم أله قيمة؟
قلت: لا .
قال: كيف تقول: إن الأعضاء والأجهزة أحكمت من أجل نفسها ولم تحكم من أجل الكل؟
قلت له: أنا كنت أسأل وأنت قد أجبتني .
فما الحكمة من هذا الكل؟ (يقصد الإنسان )
فبهت وأطرق برهةً وأدرك أنه وقع في الفخ!!
وقال: هذه فلسفة !
قلت له: قبل قليل كان علماً (علم وظائف الأعضاء)!! لقد هربت ، وكنت أعلم أنك ستهرب ، وأنا أعلم لماذا ستهرب. ولكن قبل ذلك عندي سؤال .. أفي استعمال حذائك حكمة ؟
قال: نعم لها فائدة: فهي تقيني الأذى، فهي تحمي قدمي من الاصطدام بالأجسام الثقيلة ومن الخدش بالأجسام الحادة ، ومن التضرر بالسوائل الضارة ، ومن تقلبات الجو ، ومن اختراق بعض الكائنات وغير ذلك .
فقلت له: ألوجودك حكمة ؟
فبهت مرة ثانية !
فقلت له: والله أني لأعجب يا برفسور من حضارتكم التي تقول لكم: إن الإنسان أحقر من نعله !! فلاستعمال الحذاء حكمة، ولابسها لا حكمة من وجوده!!
أما لماذا لم تعرفوا الحكمة ولماذا هربت فذلك لأن الحكمة من خلقك لا تعرف إلا بتعليم من الخالق ، وأنتم لا تعرفون الخالق ، فكيف ستعرفون حكمة وجودكم؟! لذلك سيبقى الإنسان في نظركم أقل شأناً من الحذاء.
ولا طريق للتخلص من هذا إلا أن تعرف ربك لكي تعرف لماذا خلقك. وقلت له: يا دكتور سأضرب لك مثالاً: لو أن لدينا جهازا إلكترونيا معقدا غاليا ونريد أن نعرف الحكمة منه فليس هناك إلا طريق واحد وهو أن نتصل بالذي صنعه ؛ لأن الحكمة من هذا الجهاز مختفية في نفس الصانع .
فأضاف قائلاً: أو نتصل بمندوبه .
قلت : صدقت. فإذا أردت أن تعرف الحكمة من خلقك فليس لك إلا أن تتصل بمندوبي الذي خلقك، وهم رسل الله عليهم الصلاة والسلام .
وسيبقى الإنسان أحقر من حذائه ما لم يؤمن بالله ورسوله! لا يعرف الحكمة من وجوده، ولا يعرف ربه ، ولا يعرف لماذا دخل إلى هذه الدنيا ولماذا يخرج منها!
وهذا التخبط والحيرة والتيه الذي يعيشه هؤلاء عبر عنه أحد الشعراء في قصيدة سماها “الطلاسم” والتي تدل على عمق حيرتهم، بقوله:

جئت لا أعلـم مـن أيــن ولكنـي أتيت
ولقد أبصرت قدامــي طريقـا فمشيــت
كيف جئت ؟ كيـف أبصــرت طريقي ؟!
وسأبقـــى سائـراً إن شئت هذا أم أبيت
لســـت أدري !! …..الخ هذا الضلال


الله :

أولا معنى الاسم في اللغة :

الله أصلها الإله استثقلت الألف واللام مع همزة إله فحذفت وشددت اللام فصارت (الله )

ولفظ الجلالة مأخوذ من التأليه والتأله وهو التعبد والتنسك فالله هو المألوه أي المعبود ومعنى ( لا إله إلا الله ) أي لا معبود بحق إلا الله

  -    يقول ابن القيم في مدارج السالكين  (باختصار ) فاسم (الله) دال على جميع الأٍسماء الحسنى والصفات العليا فإنه دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له ، مع نفي أضدادها عنه  وصفات الإلهية  يعني أن الله الإله الحق وحده لا شريك له .

-       ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم كقوله تعالى) ولله الأسماء الحُسنى ) الأعراف 180

-       ويقال : الرحمن ، والرحيم ، والقدوس ، والسلام ، والعزيز ، والحكيم من أسماء الله ولا يقال: الله من أسماء الرحمن ولا من أسماء العزيز ؛ ونحو ذلك.
-       ولم يتسم بهذا الاسم غيره سبحانه لا حقيقة ولا مجازا قال تعالي (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) مريم
وقد ورد هذا الاسم في القرآن ألفين وسبع مئة مرة تقريباً، وقد أكثر الناس من الكلام في لفظ هذا الاسم من حيث استعماله واشتقاقه، والصواب أنه مشتق، فهو علم وصفة، علم متضمن لصفة الإلهية، وهو الاسم الذي تدخل عليه جميع حروف القسم، وهو أول كلمة في الصلاة وأخر كلمة فيها. وأول كلمة في الأذان وآخر كلمة فيه، وأكثر ما ينادى بـه من حروف النداء بـ(يا)، وقد تحذف ويعوض عنها الميم في آخره، فيقال: اللهم. وقد يذكر هذا الاسم مفرداً منصوباً ومكرراً تذكيراً وتحذيراً، كما تقول: اللهَ اللهَ فيما ملكت أيمانكم، وهو بتقدير فعل، أي: راقبوا الله. كما يكثر ورود الاسم الشريف على ألسنة المسلمين في الدعاء إعانة واستغاثة وغير ذلك، فيقولون في كل ذلك: يا أللههذا؛ ومن الخطأ الشائع ذكر هذا الاسم الشريف مفرداً ومكرراً  مع حذف الألف، في الجواب مكان: نعم.
والفعل عادة يحتاج إلى صفات متعددة.. فأنت حين تبدأ عملا تحتاج إلى قدرة الله وإلى عونه وإلى رحمته.. فلو أن الله سبحانه وتعالى لم يخبرنا بالاسم الجامع لكل الصفات.. كان علينا أن نحدد الصفات التي نحتاج إليها.. كأن نقول باسم الله القوي وباسم الله الرازق وباسم الله المجيب وباسم الله القادر وباسم الله النافع.. إلى غير ذلك من الأسماء والصفات التي نريد أن نستعين بها.. ولكن الله تبارك وتعالى جعلنا نقول بسم الله بسم الله بسم الله الجامع لكل هذه الصفات.

ثانيا تأملات وإيمانيات :


   (الله) هو الإسم الدال على الذات العظيمة الجامعة لصفات الإلهية والربوبية فهو اسم له وحده لا يتعلق به أحد سواه، ولا يُطلق على غيره ولا يدّعيه أحد من خلقه.

     (الله) اسم للرب المعبود المحمود الذي يمجَّده الخلق ويسبحونه ويحمدونه، وتسبح له السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيهم والليل والنهار والإنس والجن والبر والبحر “وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا” (الإسراء ، آية : 44″.

     (الله) هو الرب الذي تألهُههُ القلوب وتحن إليه النفوس وتتطلع إليه الأشواق، وتحب وتأنس بذكره وقربه وتشتاق إليه وتفتقر إليه المخلوقات كلها في كل لحظة وومضة، وخطرة وفكرة في أمورها الخاصة والعامة، والكبيرة والصغيرة، والحاضرة والمستقبلة، فهو مبديها ومعيدها، ومُنْشِئها وباريها وهي تدين له سبحانه وتُقِرُّ، وتفتقر إليه في كل شؤونها وأمورها ما من مخلوق إلا ويشعر بأن الله تعالى طوّقه مِنَناً ونِعماً وأفاض عليه من آلائه وكرمه وإفضاله وإنعامه بالشئ الكثير، فجدير بأن يتوجه قلب الإنسان إلى الله تبارك وتعالى بالحب والتعظيم والحنين.

     (الله):  العظيم في ذاته وصفاته وأسمائه وجلاله ومجده، لا تحيط به العقول ولا تدركه الأفهام ولا تصل إلى عظمته الظنون، فالعقول تحار في عظمته وإن كانت تستطيع بما مُنحت من الطّوق والقدرة على أن تدرك جانباً من هذه العظمة، يمنحها محبة الله والخوف منه والرجاء فيه والتعبد له بكل ما تستطيع.

واسم الله إذا ذكر وجلت القلوب لجلاله وخشعت الأصوات لقوته وعنت الوجوه لعظمته وهو الذي إذا ذكر نزلت الطمأنينة في قلوب المؤمنين لجلاله ورحمته

  قال تعالى (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله  تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الرعد

   قال الإمام الجنيد لتلاميذه تعالوا بنا نذكر الصالحين فبذكرهم تحل البركة فقال بعض طلبته يا شيخنا إذا ذكرنا الصالحين تحل البركة فماذا إذا ذكرنا الله ؟ فاطرق الشيخ قليلا ….ثم رفع رأسه فقال إذا ذكرنا الله حلت الطمأنينة في القلوب (ألا بذكر الله تطمئن القلوب (



    (الله) هو الإله  المعبود الذي يُخلص له المؤمنون قلوبهم وعبادتهم، وصلاتهم وحَجَّهم وأنساكهم وحياتهم وآخرتهم “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” (الأنعام ، آية : 162 ، 163).



·      وروح لا إله إلا الله وسرها: إفراد الرب جل ثناؤه وتقدست أسماؤه وتبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف والرجاء وتوابع ذلك من التوكل والإنابة والرغبة والرهبة، فلا يحب سواه، بل كان ما كان يحب غيره فإنما هو تبعاً لمحبته وكونه وسيلة إلى زيادة محبته ولا يُخاف سواه، ولا يُرجي سواه، ولا يتوكل إلا عليه ولا يُرغب إلا إليه، ولا يُرهب إلا منه، ولا يُحلف إلا باسمه، ولا يُنذر إلا له، ولا يُتاب إلا إليه، ولا يُطاع إلا بأمره، ولا يُحتسب إلا له، ولا يُستعان في الشدائد إلا به، ولا يُلتجأ إلا إليه، ولا يُسجد إلا له،

  - يقول الإمام ابن القيم: إذ استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنس الناس بأحبائهم فأنس أنت بالله، وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله.

الإيمان بوجود الله فطرة :

والإيمان بوجود الله سبحانه فطرة مركوزة في الأنفس لا تحتاج إلى أدلة ، ولذلك لما سئل بعض السلف عن الدليل على وجود الله قال أغنى الصباح عن المصباح متى احتاج النهار إلى دليل ؟

   -وقال بعض الصالحين مناجيا ربه : سبحانك ربي آمن بك المؤمن ولم ير ذاتك ، وجحدك الجاحد ووجوده في ملكك دليل على وجودك وعظمة ذاتك .

  -وقال ابن عطاء الله السكندري : إلهي كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك

  * وقد بين الله تلك الفطرة بمثال بعض الكفار الذين ركبوا في سفينة ؛ وكانت الأمواج هادئة ، وانطلقوا في البحر، وفي أول الرحلة سخَّر الله لهم ريحًا طيبة جعلتهم يسيرون في البحر بسرعة، ففرحوا بها، وفجأة هاجت الأمواج، واشتدت الرياح والعواصف فأصبحوا في مأزق عصيب، عندئذ صاح هؤلاء الكفار بأعلى أصواتهم يدعون الله -عز وجل- ويلجئون إليه، ويطلبون منه النجاة، قال تعالى: {هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين} يونس:22 .

وهكذا فطرة البشر تلجأ إلى الله -عز وجل-، وتظهر حقيقتها في وقت الشدة والكرب حتى وإن وجد عليها الصدأ، وطُمِست شفافيتها في أوقات الغفلة واللهو والرخاء، ذلك لأن الله -عز وجل- خلق الإنسان مفطورًا على الإسلام والإحساس بوجود الله.

 -  قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} الروم: 30

وفي الحديث (ما من مولود إلا يولدُ على الفِطْرةِ فأبواه يُهوِّدانه (يجعلانه يهوديًا)، أو ينصِّرانه (يجعلانه نصرانيًا)، أو يمجِّسَانه (يجعلانه مجوسيًّا) البخاري.

   -   جاء بعض الزنادقة إلى الإمام الشافعي –رحمه الله- وسألوه: ما الدليل على وجود الله؟ فقال: ورق التوت طعمه واحد، تأكله الدودة فيخرج منها الإبريسم (الحرير)، ويأكله النحل فيخرج منه العسل، وتأكله الشاة والبقر والأنعام فتلقيه بعرًا وروثًا،وتأكله الظباء فيخرج منها مسكا فمن جعل هذه الأشياء مع أن الطعم واحد.

   -   ومن شعره رحمه الله :

الله ربي لا أريد سواه هل    ***  في الوجود حقيقة إلا هو
الشمس والبدر من انوار حكمته    ***  والبر والبحر فيض من عطاياه
الطير سبحه والوحش قدسه   ***  والموج كبره والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصم مجده  ***  والنحل يهتف حمدا فى خلاياه
والناس يعصونه جهرا فيسترهم *** والعبد ينسى وربى ليس ينساه

 -  ويروى أن بعض الزنادقة : (وهذا مصطلح قديم كان يطلق على الملاحدة المنكرين لوجود الله ) جاءوا إلى جعفر الصادق، فقال جعفر لأحدهم: هل ركبت البحر؟ قال: نعم. قال جعفر: حدثني عن أغرب شيء حدث لك؟ قال الرجل: هاجت يومًا رياح هائلة، فكسرت السفينة، وأغرقت الملاحين، فتعلقت أنا ببعض ألواحها، فإذا أنا مدفوع في تلاطم الأمواج، وفُقد اللوح، ودُفعتُ إلى الساحل.

فقال جعفر: قد كان اعتمادك على السفينة والملاح ثم على اللوح حتى ينجيك. فلما ذهبت عنك هذه الأشياء، هل أسلمت نفسك للهلاك أم كنت ترجو السلامة بعد؟

قال: بل رجوت السلامة. قال جعفر: ممن كنت ترجوها؟ فسكت الرجل، فقال جعفر: إن الله هو الذي كنت ترجوه في ذلك الوقت، هو الذي نجاك من الغرق. فاعترف الرجل بوجود الله وأسلم على يديه.

دلالة العقل على وجود الله:

سأل بعض القدرية- الذين ينفون قدرة الله، ويغالون في قدرة الإنسان- أبا حنيفة عن وجود الله -عز وجل- فقال لهم: دعوني فإني مفكر في أمر أُخبرت عنه، ذكروا لي أن سفينة في البحر مملوءة بالبضائع، وليس فيها أحد يحرسها أو يسوقها، ومع ذلك فإنها تسير بنفسها، وتخترق الأمواج، وتسير حيث شاءت فماذا تقولون؟ قالوا: هذا شيء لا يقبله العقل. فقال أبو حنيفة: يا سبحان الله، إذا لم يجر في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا مجر، فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها، وسعة أطرافها، وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ؟! ،

قالوا: صدقت وتابوا إلى الله، وحسن إسلامهم.

  -  رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين ذهب في 1961م على متن أول سفينة فضاء روسية ، وعندما عاد توجه له الصحفيين يسألونه عن مشاهداته وماذا حدث له ، فقال لهم لقد انبهرت بجمال الكون فظللت أبحث عن الله !!!

صدم الجميع من هذا التصريح ، فاجتمعوا طويلاً من أجل دراسة هل ينشر هذا التصريح أم لا في صحف اليوم التالي

أخيرا ، اتفقوا على أن يتم نشر التصريح ويتم إضافة عبارة فلم أجده !!!

فسبحان من أنطق الكافر الملحد وأنساه كل حياته التعليمية في مدارس الإلحاد

دلالة المشاهدة على وجود الله:

والمسلم يؤمن بكل ما يشاهده من نصر الله للمستغيثين والمكروبين، فالمؤمنون في غزوة بدر عندما دعوا الله -عز وجل– وطلبوا منه النصر، استجاب الله دعاءهم، وأيدهم بجنود من عنده يقاتلون معهم، قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} [الأنفال: 9].

 - وزكريا -عليه السلام- دعا الله -عز وجل- أن يرزقه الذرية الصالحة، فاستجاب الله دعاءه ووهب له يحيي -عليه السلام-، فبعد أن كانت زوجته عاقرًا لا تلد أصبحت لديها القدرة على الحمل والولادة بإذن الله، قال تعالى: {وزكريا إذ نادي ربه رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين . فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين} [الأنبياء: 89-90] .

-  وفي عهد الرسول ( أصاب المدينة جفاف وقحط، فقام أعرابي والرسول ( يخطب الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا.
فأخذ الرسول ( يدعو وهو رافع يديه، فتجمع السحاب، ونزل المطر قبل أن يُنزل ( يديه، حتى إن المطر كان ينزل على رسول الله (، ورأى الصحابة قطرات الماء تنزل من كفيه، وظلت السماء تمطر طوال الأسبوع، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع الرسول ( يديه يدعو الله، ويقول: (اللهم حوالينا، لا علينا) فتوقف المطر. [متفق عليه].
لله في الآفاق آيات لعلّ أقلها هو ما إليه هداك
و لعل ما في النفس من ياته عجب عجاب لو ترى عيناك
و الكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرًا لها أعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى: يا مدعيا شفا الأمراض من أرداك ؟
قل للمريض نجا و عوفيّ بعدما عجزت فنون الطب: من عافاك ؟
قل للصحيح يموت لا من علة: من بالمنايـا يـا صحيح دهاك ؟
قل للبصير و كان يحذر حفرة، فهوى بها: من ذا الذي أهواك ؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام بلا اصطدام: من يـقود خطاك ؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع و مرعى: ما الذي يرعاك ؟
قل للوليد بكى و أجهش بالبكاء لدى الولادة: ما الذي أبكاك ؟
و إذا ترى الثعبان ينفث سمه فسأله: من ذا بالسموم حشاك ؟
و اسأله: كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا و هذا السم يملأ فاك ؟
و اسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا… و قل للشهد: من حلّـاك ؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين دم و فرث: ما الذي صفّاك ؟
و إذا رأيت النخل مشقوق النوى فسأله: من يا نخل شق نواك ؟
و إذا رأيت الليل يغشى داجيا فسأله: من يا ليل حاك دجاك ؟
و إذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا فسأله: من يا صبح شق ضحاك ؟
إنه الله في كل العجائب ماثل إن لم تكن تراه فإنه يراك


ومن هنا جاء فضل لا الاه إلا الله :

-   عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير )) البخاري

  عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه ) )* البخاري

  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ) البخاري

  عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ) )* البخاري

 عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال (( ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال وإن رغم أنف أبي ذر ) ) قال أبو عبد الله هذا عند الموت أو قبله إذا تاب وندم وقال لا إله إلا الله غفر له * البخاري

 عن أبي إسحق عن الأغر أبي مسلم قال أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا الله وحده قال يقول الله لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال الله لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار ) ) الترمذي


-  عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قال أبشروا وبشروا الناس من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة فخرجوا يبشرون الناس فلقيهم عمر رضي الله تعالى عنه فبشروه فردهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ردكم قالوا عمر قال لم رددتهم يا عمر قال إذن يتكل الناس يا رسول الله ) )* احمد

0 comentarios:

Publicar un comentario