lunes, 5 de septiembre de 2016

شرح أسماء الله الحسنى: الرحمن الرحيم

0 comentarios
الرحمن :

  -  المعنى اللغوي :الرحمن مشتق من الرحمة، والرحمة في اللغة هي الرقة والتعطف والشفقة , وتراحم القوم أي رحم بعضهم بعضا والرحم القرابة .
وهو مبني على المبالغة:
ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها ، وهو لا يثنى ولا يجمع ولا يسمى به أحد غيره .
والرحمن هو من عمت رحمته الكائنات كلها في الدنيا سواء في ذلك المؤمن والكافر.

-  وقد ذكر ابن القيم أن وصف فعلان يدل على سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه الموصوف به‏؛ ألا تري أنهم يقولون غضبان للممتليء غضبا وندمان وحيران وسكران ولهفان لمن مليء بذلك فبناء فعلان للسعة والشمول

-    ولهذا يقرن الله تعالي استواءه علي العرش بهذا الاسم كثيرا كقوله سبحانه‏:(‏ الرحمن علي العرش استوي‏)‏ طه‏:5‏     

-   وكقوله أيضا‏:(‏ ثم استوي علي العرش الرحمن فاسأل به خبيرا‏)‏ الفرقان‏:59‏

واسم الرحمن اختص به الله لا يتسمى به غيره فقد قال الله (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) فقرن بين اسمي الله والرحمن  فكما أن لفظ الجلالة (اللهلا يتسمى به غيره  فكذلك اسم: الرحمن )
                                                    
الرحيم :

  ويفترق هذا الاسم عن اسم الرحمن أنه يمكن تسمية غير الله به كما في قوله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) التوبة  128
ما الفرق بين الرحمن والرحيم ؟

إن العلماء حاروا في الفرق بين الرحمن والرحيم
-       قال بعضهم: الرحمن بخلقه جميعاً، والرحيم بالمؤمنين.
-       وقال بعضهم: الرحمن بجلائل النعم، والرحيم بدقائقها.
-       وقال بعضهم: الرحمن في الدنيا، والرحيم في الآخرة.
-       وقال بعضهم: الرحمن في ذاته، والرحيم في أفعاله.
وهذا الأخير من أوجه التفسيرات، لأنك قد تلتقي بطبيب يرى مريضاً فيسرع إلى إنقاذه أمام ملأ من الناس، فإنقاذُ هذا المريض يكسب الطبيبَ سمعةً طيبة، فنقول: هذا الطبيب رحيم، لكن الطبيب لا ينطوي على رحمة في قلبه، بل فعَلَ هذا ابتغاء السمعة، فهو رحيم، لكنه لم ينطلق في عمله من رحمة في قلبه.

والله عز وجل سبقت رحمته غضبه كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي أنه قال : ( لما قضى الله الخلق كتب كتابا فهو موضوع عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت غضبي )
ولم يجعل في الدنيا إلا جزءا يسيرا من واسع رحمته يتراحم به الناس ويتعاطفون ، وبه ترفع الدابة حافرها عن ولدها رحمة وخشية أن تصيبه.
نماذج من رحمته :

رحمة الله يوم القيامة :

      - عن عطاء ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن لله مائة رحمة ، قسم منها رحمة بين جميع الخلائق ، فبها يتراحمون ، وبها يتعاطفون ، وبها تعطف الوحش على أولادها ، وأخر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة " .

  -  عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته ، فمر بقوم فقال : " من القوم ؟ " قالوا : نحن المسلمون . وامرأة تحصب تنورها ، ومعها ابن لها ، فإذا ارتفع وهج [ ص: 53 ] التنور تنحت به ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : أنت رسول الله ؟ قال : " نعم " . قالت : بأبي أنت وأمي ، أليس الله بأرحم الراحمين ؟ قال : " بلى " . قالت : أوليس الله أرحم بعباده من الأم بولدها ؟ قال : " بلى " . قالت : إن الأم لا تلقي ولدها في النار . فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي ، ثم رفع رأسه إليها ، فقال : " إن الله ، عز وجل ، لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد ، الذي يتمرد على الله ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله " . إسناده فيه ضعف ، وسياقه فيه غرابة
  -  وروى الطبراني : عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه ، الأحمق في معيشته ، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه ، والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه " .

هذا الرجل الذي وقف أمام بائع الفلافل (الطعمية ) وهو يقليها في الزيت فنظر إليها وهي تفور غليانا فقال بتلقائية : والله مانهون عليه !!!فتساءل الواقفون على من ؟قال على ربنا والله مانهون عليه يرمينا في النار هكذا !!

ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها:
{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}..
هذه الآية تتحدث عن رحمة الله، التي يرسلها تارة، ويمسكها أخرى، ولا أحد يقدر على ذلك غيره سبحانه وتعالى.

·        هذه الآية من تدبرها واستيقنها فإنها تيئسه من كل رحمة، وتصله برحمة الله.. وإذا أوصدت أمامه الأبواب علم أنه لن يحال  بينه وبين رحمة الله .

فرحمة الله ليست قاصرة على ما وهب وأعطى، بل تمتد إلى ما حرم ومنع:

فما حرم شيئا إلا رحمة بخلقه، وما منع رزقا إلا لرحمته بعباده، حرم الربا، والزنا، والخمر، والقمار، رحمة بهم، حتى لاتفسد معيشتهم و حياتهم، ومنع بعض عباده المال والصحة رحمة بهم كيلا يطغوا، ويعيثوا في الأرض فسادا.

ورحمة الله يفقدها من يمسكها الله عنه، في كل شيء، وفي كل حال ومكان، ولو وجد كل شيء، مما يعد الناس وجده من الإنعام..

-       ينام الانسان على الأرض فوق التراب مع رحمة الله فإذا هي مهاد، وينام على الحرير وقد أمسكت عنه رحمة الله فإذا هو شوك..
-       يعالج أعسر الأمور برحمة الله فإذا هي هوادة ويسر، ويعالج أيسر الأمور وقد تخلت عنه رحمة الله فإذا هي مشقة وعسر..
-       يخوض بها المخاوف والأخطار فإذا هي أمن وسلام، ويعبر بدونها المسالك الآمنة فإذا هي مهلكة وبوار ..
-       ولا ضيق مع رحمة الله، إنما الضيق في إمساكها..
ولو كان صاحبها يعيش في فقر، وتحت العذاب والأذى، ولا سعة مع إمساكها ولو تقلب في أعطاف النعيم.

o       يبسط الله الرزق مع رحمته، فإذا هو متاع طيب، ورغد في الحياة، وزاد الى الآخرة، بالإنفاق، وتحري الحلال، والرضا بالنصيب.. ويمسك رحمته، فإذا هو مثار قلق وخوف وحسد وبخل وطمع وتطلع الى الحرام وتوغل في الشبهات.

o       يمنح الله الذرية مع رحمته، فإذا هي زينة ومصدر فرح واستمتاع وذخر للآخرة وعون في الدنيا.. ويمسك رحمته، فإذا الذرية بلاء ونكد وعنت وشقاء وسهر بالليل وتعب بالنهار.

o       يهب الله الصحة والقوة مع رحمته، فإذا هي نعمة وحياة طيبة.. ويمسك عنها رحمته، فإذا الصحة والقوة وسيلة الى الحرام وتعدي الحدود والطغيان والظلم.

o       ويعطي الله السلطان والجاه، مع رحمته فإذا هي أداة إصلاح ومصدر أمن، ووسيلة لادخار الصالح من العمل والأثر.. ويمسك عنها رحمته، فإذا هي مصدر قلق وطغيان وبغي واستكبار، يدخر بها رصيدا ضخما من العذاب في الآخرة.
رحمة الله لاتعز على طالب في أي مكان ولا في أي حال :

-       وجدها إبراهيم عليه السلام في النار..
-       ووجدها يوسف عليه السلام في الجب، كما وجدها في السجن ..
-       ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث ..
-       ووجدها موسى عليه السلام في اليم، وهو طفل مجرد من كل قوة،، كما وجدها في قصر عدوه فرعون..

يقول الشيخ الشعراوي في شرح هذين الاسمين  : (باختصار)
وإذا تأملنا الكون المحيط بنا تجلت لنا رحمة الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة

    *  فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض , وهذا البعد الثابت يضمن لنا قدرا ثابتا من الحرارة .. لا يزيد فتقتلنا الحرارة , ولا ينقص فتقتلنا البرودة.

    *  والهواء يحيط بنا ويحوي الأكسجين اللازم لعملية التنفس وأكسدة المواد الغذائية كي تنطلق الطاقة التي تكفل للجسم القيام بوظائفه .

    * والماء الذي يمثل معظم مساحة الكرة الأرضية بما له من وظائف غير محصورة في جسم الإنسان , هذا فضلا عن استخدامه في الطهارة التي تقي الإنسان شر الأمراض والآفات .

وبعد أن أعد لنا عز وجل هذا الكون , أعد لنا في بطون أمهاتنا رحما رحيما بنا بأتينا فيه الرزق .. بلا حول ولا قوة .. رزقا منه تبارك وتعالى بلا تعب ولا مقابل

    *  ومن رحمته جل وعلا أنه ينبت لنا من الأرض الجدباء طعاما نأكله وفي ذلك يقول تبارك وتعالى )فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ( سورة الروم 50

    * ومن رحمته أنه جعل لنا الليل سكنا لنجد فيه الراحة والسكينة بعد عناء العمل , وجعل لنا النهار للسعي والعمل واكتساب القوت فقال عز وجل : ) وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ( سورة القصص 73

   *  ومن رحمته أنه أرسل الرسل بالرسالات السماوية إلى الناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، وأرسل رسوله محمدا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بالهدى ودين الحق ليكون رحمة للعالمين فيقول تعالى ) وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ( سورة الأنعام)

    - ولكن ما معنى كونه سبحانه رحيما وأرحم الراحمين ونجد البلاء والعذاب والمرض وهو يقدر على رفع ذلك عن عباده ؟

والجواب :أن ذلك من تمام حكمته سبحانه فمثلا لو أن طفلا صغيراً يحتاج إلى حقنة فبكى الابن خوفا من ألمها فرقّت له الأم ،وحمله الأب عليها قهرا !!!

فالجاهل يظن أن الرحيم الأم دون الأب .

والعاقل يعلم أن إيلام الأب لابنه من تمام رحمته وعطفه وأن الألم القليل إذا كان لمنفعة كبيرة لم يكن شرا بل هو خير .

وكذلك اليد المصابة بالأكلة (الغرغرينا )قطعها شر في الظاهر لكن في الباطن هو خير لسلامة البدن كله ولو لم تقطع لكان الشر أعظم بهلاك البدن كله .

ونستطيع بذلك أن نرد على من ينكرون عقوبة الإعدام للقاتل أو قطع اليد للسارق ففيها خير على المجتمع كله بسلامته وأمنه .

إذن فما يقدره الله لعباده من شدة ومرض هو رحمة منه بعباده إما لرفع درجاتهم أو لتكفير سيئاتهم أو لتذكيرهم بنعمه عليهم إلى غير ذلك من الأسباب التي سنذكرها فيما بعد إن شاء الله بشئ من التفصيل .

ثمار الإيمان بهذين الاسمين : الرحمن والرحيم
الدعاء بهما وسؤال الله الرحمة :

فنسأل أرحم الراحمين أن يرحمنا (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )آل عمران 8

   -  و{ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286

    -  و(وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ) المؤمنون 118

-  وفي الصحيحين عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي قال : قل  :اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)

-  وكان عمر بن عبدالعزيز يقول “اللهم إن لم أكن أهلا لبلوغ رحتمك، فإن رحمتك أهلا لأن تبلغني، فرحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين

   أن تكون رحيما بالخلق :

فالاصل أن المسلم متصف بهذه الصفة في تعامله بين الخلق وقد وصف الله المؤمنين بذلك فقال {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }الفتح29

  -  وعن أبي هريرة (لا تنزع الرحمة إلا من شقي ) حسنه الألباني

ورحمة المؤمن لا تقتصر على إخوانه المؤمنين وإنما هو ينبوع يفيض بالرحمة على الناس جميعا :

  -  وقد قال رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم لأصحابه: “لن تؤمنوا حتى ترحموا. قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم. قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة”، رواه الطبراني.

  -  وكما في حديث ابن عمرو (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) صححه الألباني

-       ومن صفات المؤمنين في القرآن: “وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ” البلد:17.




                                                                       














































0 comentarios:

Publicar un comentario