·
والسلام اسم
من أسماء الله تعالى
فكأنّ المسلّم عندما يسلم يقول: أنتم في حفظ
الله تعالى، وقيل: إن السلام دعاء بالسلامة.
ولهذا جاء في حديث ابن مسعود
رضي الله عنه قال : كنا إذا كنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، قلنا : السلام على الله من عباده ، السلام
على فلان ، وفلان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقولوا : السلام على
الله ، فإن الله هو السلام "[1]
فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وأخبرهم بما يقولونه في
التشهد في صلاتهم ، وهي التحيات لله إلى آخره
·
السلام هو
تحية المسلمين:
- قال ابن دقيق العيد : فيظهر أن التحية بغير لفظ السلام من باب ترك المستحب لا مكروه إلا
إن قصد به العدول عن السلام إلى ما هو أظهر في التعظيم من أجل أكابر أهل الدنيا
وكان تحية من قبلنا السجود لمن يلقونه فحرم علينا السجود لغير الله وأعطينا مكانه
السلام فهو من خصوصياتنا على ما اقتضاه هذا الخبر .
-
وقال الإمام الرازي : عادة العرب قبل
الإسلام إذا لقي بعضهم بعضا أن يقولوا حياك الله واشتقاقه من الحياة كأنه يدعو له
بالحياة فلما جاء الإسلام أبدل الله ذلك بالسلام .
- قال ابن حجر رحمه الله تعالى : قوله (تحيتك وتحية ذريتك) أي من جهة الشرع، أو المراد
بالذرية بعضهم وهم المسلمون.
وقد أخرج
البخاري في ” الأدب المفرد مرفوعا ” ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على
السلام والتأمين ”
·
وهو يدل على أنه شرع لهذه الأمة دونهم.
- وأخرج
الطبراني والبيهقي في ” الشعب ” من حديث أبي أمامة رفعه ” جعل الله السلام
تحية لأمتنا وأماناً لأهل ذمتنا
- وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال ” كانوا في الجاهلية يقولون: حييت مساء، حييت صباحا،
فغير الله ذلك بالسلام”.
·
وهي تحية أهل
الجنة :
- قال تعالى عن
أهل الجنة: (تحِيَّتُهُمْ يَوْمَ
يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ) [الأحزاب: ٤٤]،
·
وهو من حق
المسلم على المسلم
- وفي
رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « حق
المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح
له، وإذا عطس فحمد الله فسمته, وإذا مرض فعده, وإذا مات فاتبعه »[2]
- وقال
عمار بن ياسر رضي الله عنهما :( ثلاث من جمعهن فقد
جمع الإيمان: الإنصاف من نفسه ، وبذل السلام للعالم ، والإنفاق من الإقتار). [3]
- ومما ورد في ذم من ترك التسليم قول النبي صلى الله
عليه وسلم : (أبخل الناس من بخل بالسلام)
(عزاه في غذاء الألباب 1/276 للطبراني في الأوسط
·
كما أن
السلام أول أسباب التآلف
ومفتاح استجلاب المودة. وفي إفشائه تحقيق للألفة
بين المسلمين, وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل, مع ما فيه من
رياضة النفس, ولزوم التواضع, وتعظيم حرمات المسلمين.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تدخلوا الجنة حتى
تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا
السلام بينكم" [4]
- وعَنْ سَمُرَةَ قَالَ : " أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ نَرُدَّ
عَلَى الْإِمَامِ ، وَأَنْ نَتَحَابَّ ، وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ
" [ أخرجه أبو داود ] .
- قال البغوي : روي عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه
أنه قال : إن ما يُصفي لك ودُّ أخيك ثلاثاً : أن تبدأه
بالسلام إذا لقيته ، وأن تدعوه بأحب أسمائه إليه وأن توسع له في المجلس .
روى
الطفيل ابن أبي ابن كعب أنه كان يأتي عبدالله بن عمر ، فيغدو معه إلى السوق ، قال : فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبدالله على سقاط ، ولا صاحب بيعة ،
ولا مسكين ، ولا أحد إلا سلم عليه ، ثم بين عبدالله بن عمر أنه يفعل ذلك من أجل
السلام ، وأنه يسلم على من لقيه من المسلمين ، ولا شك أن هذا رجاء الأجر من الله
من جراء السلام .
الصحيح
في مسألة حكم السلام أنه شعيرة من شعائر الدين الإسلامي الحنيف ، وينبغي على كل
مسلم ومسلمة إفشاؤه في وسطه الذي يعيش فيه ، يعني في منزله ، وفي عمله وفي حيه ،
وفي سوقه ، وفي كل مكان يلتقي فيه بمسلم ، حتى تسود المحبة والألفة والتعاون
والإخاء أرجاء المجتمع .
كلام جميل في فضل السلام
في الصلاة :
-
قال ابن العربي إذا قلت السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين أو سلمت على أحد في الطريق فقلت السلام عليكم فأحضر في قلبك كل عبد صالح
لله من عباده في الأرض والسماء وميت وحي فإن من في ذلك المقام يرد عليك فلا يبقى
ملك مقرب ولا روح مطهر يبلغه سلامك إلا ويرد عليك وهو دعاء فيستجاب فيك فتفلح ومن
لم يبلغه سلامك من عباد الله المهيمين في جلاله المشتغل به فأنت قد سلمت عليه بهذا
الشمول فإن الله ينوب عنه في الرد عليك وكفى بهذا شرفا لك حيث يسلم عليك الحق
فليته لم يسمع أحد ممن سلمت عليه حتى ينوب عن الكل في الرد عليك . [ فيض القدير ج: 4 ص: 150 ] .
حكم السلام
ورده :
- ذهب جمهور العلماء إلى أن الابتداء بالسلام
سنة مؤكدة, وهذا هو المشهور حتى لا يكاد يعرف الكثير من الناس غيره ..
- ونقل ابن مفلح عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن ابتداء السلام واجب في
أحد القولين في مذهب أحمد ، وهو ظاهر ما نقل عن الظاهرية [5]
وعلى قول الجمهور هو سنة على الكفاية
v أما ردّه فقد
أجمع العلماء على وجوبه:
- ويدل عليه قوله تعالى : { وإِذَا
حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} والأمر
للوجوب فهو واجب عينًا على المسلَّم عليه إذا كان واحدًا
* وواجب على الكفاية إذا كانوا مجموعة، وإن
ردوا جميعًا فهو أفضل.
قال المناوي : فإن الرجل المسلم إذا مر عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة
بتذكيره إياهم السلام ، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب وهم
الملائكة الكرام . [ فيض القدير ج: 4 ص: 151 ] .
كيفيته :
- السلام أن يقول المسلِّم : السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته. وهذا السلام الكامل, وأقلّه: السلام عليكم.
- قوله
تعالى : " فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة " [
النور61 ] ، وقوله تعالى : " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها
" [ النساء 86 ] .
وفي السلام أجر عظيم وخير
كثير, فإذا أُلقي كاملًا كان لملقيه ثلاثون حسنة, وإذا قال: السلام عليكم ورحمة
الله؛ كان له عشرون حسنة, وإذا ألقي بالأقل كان له عشر حسنات..
- روى أبو داود والترمذي عن
عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم, فَرَدَّ عليه، ثم جلس، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «عشر» ثم جاء رجل آخر, فقال: السلام عليكم ورحمة الله,
فرد عليه, ثم جلس, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشرون» ثم جاء آخر، فقال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، وجلس، فقال: «ثلاثون»[8]
ومن آداب السلام
وأحكامه :
أن تسلم على من عرفت ومن لم
تعرف :
- فقد روى البخاري عن عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: « تطعم
الطعام, وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف »[9]
إن كان المارون جماعة : فإن كانوا جماعة فسلم واحد منهم كفى عن جميعهم
ولو سلم كلهم كان أفضل وأكمل..
- فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : « يجزي عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدكم
ويجزي عن الجلوس أن يرد أحدكم »[10]
السنة إذا تلاقى إثنان في
طريق:
أن يسلم الراكب على المترجل، والقليل على
الكثير، والصغير على الكبير
- قال صلي الله عليه
وسلم: {يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير}
[رواه مسلم].
- ينبغي للمسلم أن تكون تحيته للمسلمين السلام، وليس "صباح الخير" أو "مرحبا" أو "ألو". وإنما يبدأ بالسلام ثم يرحب بعد ذلك بما شاء من الترحيب الجائز.
يستحب إذا دخل المسلم بيته أن يسلم فإن البركة تنزل بالسلام
- ينبغي للمسلم أن تكون تحيته للمسلمين السلام، وليس "صباح الخير" أو "مرحبا" أو "ألو". وإنما يبدأ بالسلام ثم يرحب بعد ذلك بما شاء من الترحيب الجائز.
يستحب إذا دخل المسلم بيته أن يسلم فإن البركة تنزل بالسلام
- قال صلي الله عليه وسلم: {إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك} [رواه
الترمذي].
وإن لم يكن فيه أحد ليقل: {السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين} [رواه مسلم].
- وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال النبي
صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش كُفي ، وإن مات دخل الجنة
: " من دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل ، ومن دخل المسجد فهو ضامن
على الله ، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله "[11]
·
أما إذا كان البيت أو المسجد خالياً
- فإنه يسلم تسليماً آخر ،
فيقول : كما قال مالك رحمه الله تعالى : أنه بلغه إذا دخـل البـيت غير الـمسكون يقال : السلام علـينا وعلـى
عبـاد الله الصالـحين .
- وعن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما قال : " إذا دخل البيت غير المسكون فليقل
: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "[12]
ينبغي أن يكون التسليم بصوت مسموع والرد كذلك :
ينبغي أن يكون التسليم بصوت مسموع والرد كذلك :
لا يزعج المستمع ولا يوقظ النائم..
- عن المقداد قال: (كنا نرفع للنبي صلي
الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل، فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً
ويسمع اليقظان) [ رواه مسلم].
·
وينبغي أن لا يرفع صوته بالسلام بلا فائدة ،وربما آذى.
قال قيس ابن سعد بن عبادة رضي الله عنهما :
زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال : ((السلام عليكم ورحمة الله )) فرد سعد رداً خفياً ، فقلت ألا تأذن
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ذره ، ثم ذكر كلمة معناها : يكثر علينا من
السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((السلام عليكم ورحمة الله )) ، فرد
سعد رداً خفياً ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((السلام عليكم ورحمة
الله )) فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاتبعه سعد فقال : يا رسول الله ، إني
كنت أسمع تسليمك وأرد عليك رداً خفياً لتكثر علينا من السلام ، وذكر تمام الحديث .[13]
·
وينبغي في هذا أن ينظر إلى الحال ، فإن أفضى الرد بهذه الصفة إلى
مفسدة ، تعين رفع الصوت بالجواب والرد
مما شاع بين الناس أن يكون
السلام إيماءة وإشارة باليد
فإن كان المسلم بعيداً ونطق مع الإشارة بالسلام فلا بأس ما دام لا
يسمعك، لأن الإشارة حينئذ دليل السلام وليست نائبة عنه، وكذلك يقال في الرد.
- وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه : أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى ،
فإن تسليمهم بالأكف والرؤوس والإشارة "[14]
قال بن حجر رحمه الله تعالى : ولا يكفي الرد بالإشارة ، بل ورد الزجر عنه ، والنهي عن السلام بالإشارة مخصوص بمن قدر على اللفظ حساً وشرعاً ، وإلا فهي
مشروعة لمن يكون في شغل يمنعه من التلفظ بجواب السلام كالمصلي والبعيد والأخرس ،
وكذا السلام على الأصم . [ فتح الباري ] .
استحباب إعادة السلام وتكراره للرجل إذا فارق أخاه
ولو لفترة وجيزة، فعن أبي هريرة
عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: {إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت
بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه} [رواه أبو داود].
يستحب للجالس أن يسلم إذا قام من المجلس
يستحب للجالس أن يسلم إذا قام من المجلس
- لقوله صلي الله عليه وسلم: {إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم،
فليست الأولى بأحق من الآخرة} [رواه أبو داود].
احرص على البشاشة وطلاقة الوجه والابتسامة عند السلام
احرص على البشاشة وطلاقة الوجه والابتسامة عند السلام
- حيث يقول صلي الله عليه وسلم: {وتبسمك في وجه أخيك صدقة}
- وقوله صلي الله عليه وسلم: {لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق} [رواه
مسلم].
استحباب السلام على الصبيان
استحباب السلام على الصبيان
كما كان
رسول الله صلي الله عليه وسلم يفعل ذلك، وفي هذا تبسط لهم، وزرع للثقة في نفوسهم،
وغرس لتعاليم الإسلام في قلوبهم.
سلام الرجل على المرأة
سلام الرجل على المرأة
أجاز كثير من العلماء سلام الرجل على المرأة، والمرأة على الرجل إذا أمنت الفتنة، فتسلم المرأة على محارمها، ويجب أن ترد عليهم السلام، كما يسلم الرجل على محارمه ويجب أن يرد عليهم السلام، وإن كانت المرأة أجنبية فلا بأس من إلقاء السلام عليها، وإن سلمت يرد عليها السلام، إذا أمنت الفتنة، وبدون مصافحة ولا ريبة، ولا خضوع بالقول.
استحباب المصافحة عند السلام
وبسط
اليد لأخيك المسلم
- قال صلي الله عليه وسلم: {ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا} [راوه أبو داود والترمذي].
- وعن أنس بن مالك قال: (كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذي ينزع) [رواه الترمذيٍ].
فن المصافحة :
- وعن أنس بن مالك قال: (كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذي ينزع) [رواه الترمذيٍ].
فن المصافحة :
رغم اختلاف فن
المصافحة بين الحضارات والثقافات المتعددة، هناك قواعد ذهبية يجب الالتزام بها،
لتجنب نفسك الوقوع في أخطاء غير مستحبة، قد تؤثر سلباً في عملية التعارف…
- المصافحة من الممكن أن تقرب الشخص من الآخرين أو تجعلهم ينفرون منه"،
مبيناً أن "طريقة المصافحة وإلقاء التحية، تعطي الصورة السلبية أو الإيجابية عن
الشخص، وتجعل البعض منا يقول: "يا الله ما أطيب هذا الإنسان وما أروعه"،
أو: "ما أثقل هذا الشخص وما أزعجه".
"المصافحة تكشف ما إذا
كان الشخص متعجرفاً أو مستبداً أو طيباً أو بسيطاً، شرط أن تعرف قواعد المصافحة"
إن "أي شخص يستطيع أن يبيّن
للآخر مشاعره أو نظرته إليه من خلال المصافحة. مثلاً، إذا أراد أحدهم أن يبيّن للآخر
أنّه لا يحترمه ولا يقدره، ففي إمكانه فعل ذلك من خلال مصافحته بأطراف أصابعه ومن دون
النظر إليه".
· المصافحة لا تقتصر فقط على إلقاء التحية المصافحة للتعبير عن شيئين: التحية
والإحترام. وتعتبر المصافحة ناقصة، إذا أدت التحية ولم تؤد الإحترام".
*
مثلا: "إذا كنت جالساً وجاء أحدهم
وقال لي مرحباً، فمددت يدي من دون أن أنظر إليه أو أن أقف له وقلت له مرحباً، أكون
قد أعطيته التحية فقط من دون الإحترام. ولكن، لو وقفت وسلمت عليه وابتسمت له، فأكون
بذلك قد أعطيته التحية والإحترام أيضاً".
" لهذا تلجأ الدول الصناعية المتقدّمة إلى تعيين شخص متخصص في فنّ
المصافحة ليكون في عداد أعضاء الوفد الذين يستقبلون وفود إقتصادية من بلدان أخرى، بهدف
الكشف وتحديد أي من أعضاء الوفد صاحب شخصية قوية أو ضعيفة أو قادر على اتّخاذ القرار
أم أنّه متردد". ويشير إلى أنّ "كل شيء يبان من طريقة إمساك اليد وإلقاء
التحية.
مثلاً، صاحب الشخصية الواثقة بنفسها ينظر دائماً مباشرة في عيني الشخص
الذي يحدثه وتكون مصافحته حيوية، في حين أنّ الشخص المتردد لا ينظر بتاتاً إلى وجه
الشخص الذي أمامه وتكون مصافحته خاطفة. أمّا المرتبك، فينظر إلى أعلى أو أسفل أو إلى
أي شخص آخر".
ومن هذه الفنون :
-
ابدأ بالتعريف عن نفسك شفهياً: قبل أن تمد يدك للمصافحة عرف عن نفسك، بحيث يصبح مدّ اليد
جزءاً من التعريف، وليس بديلاً عن صوتك. وتذكّر أن مدّ يدك للسلام من دون التلفظ
بعبارات الترحيب أو التعريف، قد يجعلك تبدو مرتبكاً أو عدائياً على أقل تقدير.
- تجنب المبالغة: لا تبالغ في ضغط يد
من تصافح، فالمصافحة يجب أن تكون دالّة على مشاعر صادقة واحترام، وليست عرضا
للعضلات؛ فمحاولة سحق يد الآخر تعكس شخصية عدائية
أنّه من غير المستحب
الإمساك بيد من أصافحه طيلة الوقت، أو أن أبقى يدي في يده وأنا أسلم على أشخاص
آخرين، فهذا التصرّف من الممكن أن يسبب له الإحراج". و "المصافحة ليست
ضرورية في كلّ الأوقات أو الأماكن، إذ يكفي أحياناً إلقاء التحية من دون مدّ اليد
للسلام".
- تذكر أن الضعف غير
مستحب: تجنب أن تكون مصافحتك ضعيفة، أو أن تستخدم أطراف أصابعك
فيها. وإذاقدّم الشخص الآخر
يداً ضعيفة ،فاضغط عليها برقة، وبهذه الطريقة قد تكون ألمحت إليه بتقوية قبضته.
- لا تحاول مدّ يد
متعرقة للمصافحة:
اليد المتعرقة تدل على خوف أو ضعف في الشخصية، ناهيك بأنها تزعج من تصافح، انتبه
إلى راحة يدك وتأكد من أنها جافة قبل أن تباشر بالمصافحة.
-
يجب مراعاة وضع الشخص الآخر، إذ من غير اللائق مثلاً أن أمد يدي لأصافح شخصاً
مشغولاً بالتكلّم في الهاتف ويحمل بيده حقيبة، فتصر في هذا سيربكه ويرغمه على ترك
الحقيبة أو الهاتف ومد يده لمصافحتي بشكل سريع"
- قف مستقيماً وانظر في عينيّ الشخص الآخر، قبل أن تبدأ
المصافحة: إذا كنت جالساً فانهض قبل أن تمدّ يدك، فهذا دليل على احترام.
* قم
بالنظر إلى عينيّ الشخص الآخر وابتسم ابتسامة صادقة تعبّر عن سرورك.
- إذا كنت تسير فحاول التوقف واستدر
لمواجهة من يصافحك.
- سلامك يجب أن يتضمّن اسم الشخص
الآخر مع التعبير عن السرور للقائه من دون مبالغة. ومن أجل أن
تتذكر اسمه، حاول أن تستخدمه أكثر من مرة خلال المحادثة.
[14] [ رواه
النسائي ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط
، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح ، وبالجملة فالحديث صحيح . سليم الهلالي ]
0 comentarios:
Publicar un comentario