miércoles, 28 de agosto de 2013

سورة العصر

0 comentarios
 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
مقدمات :
·        هذه السورة تمثل منهجاً كاملاً للحياة الإسلامية سواء الفرد أو المجتمع .

   -  في الظلال : ومن تأمل في هذه السورة وجد أنها تقرر حقيقة ضخمة وهي : « أنه على امتداد الزمان في جميع الأعصار ، وامتداد الإنسان في جميع الأدهار ، ليس هناك إلا منهج واحد رابح ، وطريق واحد ناجٍ هو ذلك المنهج الذي ترسم السورة حدوده ، وهو هذا الطريق الذي تصف السورة معالمه ، وكل ما وراء ذلك ضياع وخسار »
عظمة السورة :

-  فعن أبي مدينة الدارمي ـ وكانت له صحبة ـ قال: "كان الرجلان من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر (وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) ، ثم يسلم أحدهما على الآخر".["الصحيحة"

        - ونقل عن الإمام الشافعي قوله: " لو تدبَّر الناس هذه السورة لوسعتهم ".

مناسبة السورة  لما قبلها

  - قال أبو جعفر بن الزبير ـ رحمه الله ـ:  "لما قال تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ وتضمن ذلك الإشارة إلى قصور نظر الإنسان، وحصر إدراكه في العاجل دون الآجل الذي فيه فوزه وفلاحه، وذلك لبعده عن العلم بموجب الطبع  (..إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً  أخبر سبحانه أن ذلك شأن الإنسان بما هو إنسان، فقال وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ فالقصور شأنه، والظلم طبعه، والجهل جبلته، فيحق أن يلهيه التكاثر، ولا يدخل الله عليه روح الإيمان، (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ.. إلى آخرها) فهؤلاء: (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ..(37) [النور]انتهى.

وَالْعَصْرِ
     1. وهو الدهر والزمان كله أقسم الله به لما فيه من العجائب : أمة تذهب وأمة تأتي ، وقدر ينفذ وآية تظهر وهو لا يتغير ، ليل يعقبه نهار ، ونهار يطرده ليل ، فهو في نفسه عجيب .

         - وهو في نفسه آية سواء في ماضيه لا يعلم متى كان ، أو في حاضره لا يعلم كيف ينقضي ، أو في مستقبله » [3] ومن هنا نعلم أهمية الوقت في الحياة وعظمته ؛ لأن الله سبحانه عظيم ولا يقسم إلا بما هو عظيم .

·        وهو محل أفعال الإنسان، فإما إلى ربح، أو إلى خسارة...

-  قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات ابن آدم من خير وشر".

   * " فكلمة "العصر" تذكرهم الأيام الخالية، وتوجههم من صفة الزمان إلى زواله وسرعة ذهابه.    

    2. وقيل : أقسم الله بصلاة العصر لفضلها ؛ لأنها الصلاة الوسطى عند الجمهور .

وتواترت الآثار الصحيحة على أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر

·        وفي الحديث الصحيح :   "إن الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهلَه ومالَه".[متفق عليه]
          -   وقال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: "أي: نُقِصَ أَهْلُهُ ومالُهُ فَبَقِيَ فَرْداً".["غريب الحديث]
          -   وقال النووي ـ رحمه الله ـ قال الخطابي وغيره معناه: "فليحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله".
          -   وقال الحافظ ـ رحمه الله ـ: "أشار بذكر الإثم إلى أن المراد بالفوت تأخيرها عن وقت الجواز بغير عذر، لأن الإثم إنما يترتب على ذلك".["حاشية السندي على صحيح البخاري"(1/100)]

·        هذا في تفويت صلاة العصر، وفي تركها حتى يغيب الشفق شر أعظم .
  - فعنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من ترك صلاة العصر؛ (وفي رواية: متعمّداً) فقد حبط عمله".


  -فالفجر إذن من جهة ذهاب الليل، وهو وقت لذة النوم، والقيام فيه أشق على النفس من القيام في غيره.
 - والعصر من جهة ذهاب النهار، لأن التكليف في أدائها أشق للفراغ من الصناعات وإتمام الوظائف وتسليم العهد وجمع الحصيلة.

يريد الله أن لا يضيع وقته الا في الذكر والطاعة :
وجاء في الأحاديث والآثار الصحيحة ما يرهِّب من ترك ذكر الله تعالى والغفلة عن العمل الصالح في: القعود، أو الاضطجاع، أو المشي، أو النوم، فعن

   -   ففي الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً :  "من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه؛ كانت عليه من الله تِرَةٌ، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه؛ كانت عليه من الله ترة".["الصحيحة"(78)، ومعنى ترة: نقصاً وتبعة وحسرة وندامة]

   -   وعن أبي إسحاق مرفوعاً: "وما من رجل مشى طريقاً، فلم يذكر الله عز وجل؛ إلا كان عليه ترة، وما من رجل أوى إلى فراشه، فلم يذكر الله؛ إلا كان عليه ترة".["الصحيحة"(79)]

  -   وعن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الله يقول: يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسُدَّ فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلاً، ولم أسدَّ فقرك".["الصحيحة"(1359)]

 -    لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام :  "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" .["صحيح الجامع"(6778)]
قال ابن بطال ـ رحمه الله ـ:
    *  قال ابن الجوزي ـ رحمه الله : "وقد رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً! إن طال الليل فبحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب فيه غزل وسمر، وإن طال النهار فبالنوم، وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق، فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم، وما عندهم خبر!! ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فهم في تعبئة الزاد والتهيؤ للرحيل، فالله الله في مواسم العمر، والبدار البدار قبل الفوات، ونافسوا الزمان".
·        وقال ـ رحمه الله ـ:
- "ولقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة، فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في الأسواق أكثر النهار ينظر إلى الناس، وكم تمر به آفة ومنكر. ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج، ومنهم من يقطع الزمان بحكاية الحوادث عن السلاطين والغلاء والرخْص إلى غير ذلك، فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك".


إِنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
   - قال الشوكاني: "والإنسان يعم كل فرد من أفراد هذا النوع".

الأصل في الإنسان هو الخسران.
- "لأن الأصل في الانسان  إنما الاشتغال بالأحوال النباتية والبهمية والسَّبُعيَّة، ثم استثنى عنهم السعداء والكاملين". للفخر الرازي


        *  والخسر : قيل : هو الغبن ، وقيل : النقص ، وقيل : العقوبة ، وقيل : الهلكة ، والكل متقارب .

·       ولم يُبيِّن هنا نوع الخسران في أي شيء ؟ بل أطلق ليعمَّ ، وجاء بحرف الظرفية ليُشعر أن الإنسان مستغرق في الخسران وهو محيط به من كل جهة .


      * لأجل ذلك فإن الشوكاني ـ رحمه الله ـ تعدّى معنى النقصان في الخسارة، إلى معنى الهلاك، وغرضه الترهيب لأن الكلام اشتمل على جميع المؤكدات وقال: "والمناسب للمقام أن يكون الخسر: الهلاك للإنسان المذكور؛ لعدم استقامته على الدين، وليس المراد الهلاك الدنيوي بالقتل أو نحوه، بل المراد: الهلاك الديني الموجب لمصيره إلى النار، كما يفيد ذلك استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات".

كان السلف يزنون أنفسهم بهذه الآيات :

  -  قال الطوفي ـ رحمه الله ـ: "كان السلف يسمونه ميزان النجاة، فيقولون:  هلمّوا نزن أنفسنا بميزان النجاة يعني: الإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق وبالصبر". ["الإشارات الإلهية"] 

إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
من هم الناجون المستثنون :

  - أولاً :  كاملاً في القوة العلمية لقوله تعالى ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) فهم الذين عرفوا الحق وصدَّقوا به.
   - قال الشيخ عبد اللطيف ـ رحمه الله  : "وطلب العلم ومعرفة ما قصد به العبد من الخطاب الشرعي أفضل الأرباح وعنوان الفلاح، والإعراض عن ذلك علامة الإفلاس والإبلاس، فلا ينبغي للعاقل العارف أن يضيِّع أوقات عمره، وساعات دهره إلا في طلب العلم النافع، والميراث المحمدي".

       *  قال البيهقي ـ رحمه الله : "خالفنا المرجئة في ثلاث: نحن نقول: الإيمان قول وعمل، وهم يقولون: قول بلا عمل، ونحن نقول: يزيد وينقص، وهم يقولون: لا يزيد ولا ينقص، ونحن نقول: أهل القبلة عندنا مؤمنون أما عند الله فالله أعلم، وهم يقولون: نحن عند الله مؤمنون".[الاعتقاد"(ص:84)]

في الظلال : إن الإيمان هو أصل الحياة الكبير الذي ينبثق منه كل فرع من فروع الخير وتتعلق به كل ثمرة من ثماره ؛ وإلا فهو فرع مقطوع من شجرته صائر إلى ذبول وجفاف ، وإلا فهي ثمرة شيطانية وليس لها امتداد أو دوام ، وهو المحور الذي تُشَدُّ إليه جميع خيوط الحياة الرفيعة ، وإلا فهي مفلتة لا تمسك بشيء ، ذاهبة بدداً مع الأهواء والنزوات . هو المنهج الذي يضم شتات الأعمال ويردها إلى نظام تتناسق معه وتتعاون ، وتسلك في طريق واحد ، وفي حركة واحدة ، لها دافع معلوم ولها هدف مرسوم .

 - ثانياً :  ويسلم من الخسران إلى السعادة من كان: كاملاً في القوة العملية لقوله تعالى: (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) فجمعوا في أعمالهم بين وصفين: الإخلاص لله تعالى، والمتابعة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعملوا بما علموه من الحق.

      * يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله : "وينبغي أن تعرف أن هاتين القوتين لا تتعطلان في القلب، بل إن استعمل قوته العلمية في معرفة الحق وإدراكه؛ وإلا استعملها في معرفة ما يليق به ويناسبه من الباطل. وإن استعمل قوته الإرادية العملية في العمل به؛ وإلا استعملها في ضده، فالإنسان حارث همام بالطبع". ["اغاثة اللهفان"(1/25)].
  - في الظلال :  والعمل الصالح هو الثمرة الطبيعية للإيمان ، والحركة الذاتية التي تبدأ في ذات اللحظة التي تستقر فيها حقيقة الإيمان في القلب ؛ فللإيمان حقيقة إيجابية متحركة ، ما أن تستقر في الضمير حتى تسعى بذاتها إلى تحقيق ذاتها في الخارج في صورة عمل صالح ، هذا هو الإيمان الإسلامي الذي لا يمكن أن يظل خامداً لا يتحرك ، كامناً لا يتبدَّى في صورة حسِّية خارج ذات المؤمن ، فإن لم يتحرك هذه الحركة الطبيعية فهو مزيف أو ميت شأنه شأن الزهرة لا تمسك أريجها فهو ينبعث منها انبعاثاً طبيعياً وإلا فهو غير موجود ! ومن هنا قيمة الإيمان : إنه حركة وعمل وبناء وتعمير يتجه إلى الله ، إنه ليس انكماشاً وسلبية وانزواءاً في مكنونات الضمير ، وليس مجرد النوايا الطبيعية التي لا تتمثل في حركة ، وهذه طبيعة الإسلام البارزة التي تجعل منه قوة بناء كبرى في صميم الحياة  .

الضمانات الوحيدة للاستمرار في الايمان والعمل الصالح هو :

  - ثالثاً : يكون مكمِّلاً لنفسه ولغيره؛ فيقوّي لديه القوة العلمية في الهدى؛ فيوصي نفسه وغيره بالتمسك بالحق، لقوله تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ).
·        والتواصي تذكير ووعظ وتشجيع .

     -  وقال الشوكاني ـ رحمه الله: " قد ورد في عمومات الكتاب والسنة ما يدل على أنه ينبغي لكل فرد من المسلمين أن يدعو أخاه إلى أسباب الهداية، ويزجره عن ذرائع الغواية، ويعظه بمواعظ الله سبحانه، فإن ذلك من النصيحة التي يقول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيها: "الدين النصيحة". ["صحيح الجامع" (3417 )]

تدل الآيات على ضرورة التعاون على البر والتقوى
 -  قال جَابِرٍ رضي الله عنه « مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ وَفِي الْمَوَاسِمِ بِمِنًى يَقُولُ مَنْ يُؤْوِينِي ؟ مَنْ يَنْصُرُنِي ؟ حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ » رواه الإمام أحمد في مسنده 13934

     -  جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في خطبة خطبها في قوم : ( فانظروا رحمكم الله واعقلوا وأحكموا الصلاة واتقوا الله فيها وتعاونوا عليها وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان فإن الله عز وجل قد أمركم أن تعاونوا على البر والتقوى والصلاة أفضل البر )

- كان أهل البيت الواحد من أوائل هذه الأمة يتوزعون الليل أثلاثا يصلي هذا ثلثا ثم يوقظ الثاني فيصلي ثلثا ثم يوقظ الثالث فيصلي الثلث الأخير .
 - وهذا عمر رضي الله عنه يقول : كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الأَمْرِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ .. الحديث رواه البخاري 4792

  - وكما قال الشاعر في التعاون :
بنى زياد لذكر الله مصنعة ... من الحجارة لم تعمل من الطين
لولا تعاون أيدي الإنس ترفعها ... إذا لقلنا من أعمال الشياطين

رابعاً: ويكون مكمّلاً لنفسه ولغيره فيقوّي لديه القوة العملية في الدين الحق؛ فيوصي نفسه وغيره بالثبات وتحمل المشّاق ومخالفة الهوى، حتى يموت أحدهم وهو يعتقد الحق، ويقول به، ويعمل بما جاء فيه، لقوله تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)

فالحق ثقيل والمحن تلازمه، لذلك قرن بالصبر
  لأن النهوض بالحق ليس بالأمر السهل، فالحق ثقيل والمحن تلازمه، لذلك قرن بالصبر ، ومن حمل لواء الحق وصبر على أنواع البلاء صُنِّف من أهل العزيمة والثبات.

   - وقال جمال الدين القاسمي ـ رحمه الله : " فإن الوصول إلى الحق سهل، وأما البقاء عليه والصبر معه على الاستقامة والجهاد لأجله فذاك الذي يظهر به مصداق الإيمان وحقيقته".


0 comentarios:

Publicar un comentario