lunes, 18 de septiembre de 2017

سعد بن أبي وقاص

0 comentarios
سعد بن أبي وقاص

صفته :

 -  قال : كان سعد جعد الشعر ، أشعر الجسد ، آدم ، أفطس ، طويلا
 -  وكان قصيرا ، دحداحا ، شثن الأصابع ، غليظا ، ذا هامة .


كان سعد رضي الله عنه راجح العقل, بعيد النظر, متين الخلقة, عف اليد واللسان، بارّاً بأهله, وفيّاً لأصحابه, أحب قريش للناس بل أحب الناس للناس وأرفقهم بهم يتوقى الشبهات ورعاً.


نشأة سعد بن أبي وقاص :
   نشأ سعد في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القِسِيّ، وهذا عمل يؤهِّل صاحبه للائتلاف مع الرمي، وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم، ويتعرف على الدنيا عن طريق الحجيج الوافد إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها.

إسلام سعد بن أبي وقاص :
·        كان ممن دعاهم أبو بكر للإسلام، فأسلم t مبكرًا، وهو ابن سبع عشرة سنة.
-   رأى وهو ابن سبع عشرة سنة في منامه أنه يغرق في بحر الظلمات، وبينما هو يتخبط فيها، إذ رأى قمرًا، فاتبعه، وقد سبقه إلى هذا القمر ثلاثة، هم: زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، ولما طلع الصباح سمع أن رسول الله يدعو إلى دين جديد؛ فعلم أن هذا هو القمر الذي رآه؛ فذهب على الفور؛ ليلحق بركب السابقين إلى الإسلام.
   وبعد إسلامه تركت أمه الطعام ليعود إلى الكفر، فقال لها: تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء؛ فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي. فحلفتْ ألا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب؛ فأنزل الله : {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8].
أخوه :

    - عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمير بن أبي وقاص عن بدر ، استصغره ، فبكى عمير ، فأجازه ، فعقدت عليه حمالة سيفه ، ولقد شهدت بدرا وما في وجهي شعرة واحدة أمسحها بيدي . 
جهاده ومهارته القتالية في الرمي :


      لم تعد حياة سعد t ضياعًا في أحاديث التجارة أو اللغو، ولم يعد عمله في صنع السهام والقِسِيّ من أجل الربح، بل أصبح عمله جميعه موجَّهًا لهدف واحد، هو نصرة الدين، وإعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيله بالمال والنفس والأهل والعشيرة؛
أول من أراق دماً في الإسلام

 -وروي: ((أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هو أول من أراق دماً في الإسلام في ذات الله تعالى، وذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفرقون في شعاب مكة يستخفون بصلاتهم عن المشركين قبل الهجرة، فبينما سعد في نفر من أصحابه؛ إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون فناكروهم، وأنتشبت بينهم موقعة، فضرب رجلاً منهم بلحي جمل؛ فشجه سعد رضي الله عنه)).

-   فقد شهد مع النبي غزوة بُواط[1] وكان يحمل لواءها، وغزوة أُحد، وكان الرسول يعتمده في بعض الأعمال الخاصة، مثل إرساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمهمة استطلاعية عند ماء بدر، وعندما عقد صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد شهود الصلح. 
·        يقول عن نفسه : إني لأول المسلمين رمى المشركين بسهم .

-  يوم أحد، وقف سعد يدافع عن رسول الله، ويحارب المشركين، ويرميهم حتى نالته دعوة الرسول، حين رآه فسر منه وقال: “يا سعد، ارم فداك أبي وأمي” [متفق عليه]،
-         فكان سعد يقول: ما جمع رسول الله أبويه لأحد قبلي..
-          وكانت ابنته عائشة بنت سعد تباهي بذلك وتفخر، وتقول: “أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله يوم أحد بالأبوين”.

                                    
-  وفي يوم بدر قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((اشتركت أنا وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمة، فلم أجئ أنا وعمار بشيء وجاء سعد بأسيرين، وكان سعد جاهداً ومجاهداً في ذات الله بيده وماله ولسانه ودعائه)).

- وروي أن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص يروي عن أبيه سعد رضي الله عنه أنه قال: ((اجتمعت أنا وعبد الله بن جحش يوم أحد، فخلونا في ناحية، فقال عبد الله بن جحش: يا سعد! ألا تأتي فندعوا الله تعالى؟ قال: فبدأ سعد، فدعا، فقال: يا رب! إذا لقيت العدو غداً؛ فلقني رجلاً شديداً بأسه، شديداً حرده، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم أرزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه. فأمّن عبد الله بن جحش على دعائه)).
ثم دعا عبد الله بن جحش رضي الله عنه فقال: اللهم يا رب! ارزقني غداً رجلاً شديداً بأسه، شديداً حرده، أقاتله فيك ويقاتلني فيقتلني، ثم يجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك يا رب، قلت: فيم جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي سبيلك. فتقول: صدقت. قال سعد: كانت دعوة عبدالله خيراً من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه معلقان جميعاً في خيط)).
في حراسة الرسول :

  -  عن عائشة قالت: أرق رسول الله – صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: " ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة ". قالت : فسمعنا صوت السلاح ، فقال رسول الله : من هذا ؟ قال سعد بن أبي وقاص: أنا يا رسول الله جئت أحرسك ، فنام رسول الله – صلى وسلم -حتى سمعت غطيطه .

 - وكان هذا الحديث قبل نزول قوله تعالى : والله يعصمك من الناس لأنه صلى الله عليه وسلم ترك الاحتراس حين نزلت هذه الآية ، وأمر أصحابه بالانصراف عن حراسته 

من تعليم الرسول له وصلته به :

   - ذات يوم، مرض سعد، فأتاه رسول الله ليزوره، ويطمئن عليه؛ فتساءل سعد قائلاً: إن قد بلغ بي من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنتي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا”، فقال سعد: “بالشطر” (نصفه)، قال رسول الله صلى اله عليه وسلم ” لا”. ثم قال: “الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فيّ (فم) امرأتك” [متفق عليه]،
وقد رزق الله سعدًا الأبناء، فكان له إبراهيم، وعامر، وعمر، ومحمد، وعائشة.
-  وقد كان رسول الله يحب سعدًا، فعن جابر قال: كنا مع رسول الله إذ أقبل سعد، فقال: “هذا خالي، فليرني امرؤ خاله” [الترمذي والطبراني وابن سعد].
-    محمد بن سعد ، حدثني والدي ، عن أبيه قال : مررت بعثمان في المسجد ، فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام . فأتيت عمر ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، هل حدث في الإسلام شيء ؟ قال : وما ذاك ؟ قلت : إني مررت بعثمان آنفا ، فسلمت ، فلم يرد علي . فأرسل عمر إلى عثمان ، فأتاه ، فقال : ما يمنعك أن تكون رددت على أخيك السلام ؟ قال : ما فعلت . قلت : بلى ، حتى حلف وحلفت ، ثم إنه ذكر فقال : بلى ، فأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا ، وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا والله ما ذكرتها قط إلا يغشى بصري وقلبي غشاوة . فقال سعد : فأنا أنبئك بها . إن رسول الله ، ذكر لنا أول دعوة ، ثم جاءه أعرابي فشغله ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتبعته ، فلما [ ص: 95 ] أشفقت أن يسبقني إلى منزله ، ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلي ، فالتفت ، فقال : " أبو إسحاق ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : فمه ؟ قلت لا والله ، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي . فقال : نعم ، دعوة ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنها لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له" .
   - أن عبد الرحمن بن المسور قال : خرجت مع أبي ، وسعد ، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث عام أذرح . فوقع الوجع بالشام ، فأقمنا بسرغ خمسين ليلة ، ودخل علينا رمضان ، فصام المسور وعبد الرحمن ، وأفطر سعد وأبى أن يصوم ، فقلت له : يا أبا إسحاق ، أنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وشهدت بدرا ، وأنت تفطر وهما صائمان ؟ قال : أنا أفقه منهما .
·        وأوصى أبناءه بقوله :
قال سعد رضي الله عنه لابنه: يا بني، إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فإنها مال لا ينفد. وإياك والطمع، فإنه فقر حاضر. وعليك باليأس، فإنك لم تيأس من شيء قط إلا أغناك الله عنه

قال سعد رضي الله عنه لابنه: يا بني، إياك والكبر، وليكن فيما تستعين به على تركه علمك بالذي منه كنت، والذي إليه تصير. وكيف الكبر مع النطفة التي منها خلقت، والرحم التي منها قذفت، والغذاء الذي به غذيت

قَالَ مصعب بن سعد: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَتَاهُ أَرَأَيْتَ قَوَلَهُ: (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) أَيُّنَا لاَ يَسْهُو؟ أَيُّنَا لاَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ؟! قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ إِضَاعَةُ الْوَقْتِ، يَلْهُو حَتَّى يَضِيعَ الْوَقْتُ.[1]

-          كان بين خالد وسعد كلام، فذهب رجل يقع في خالد عند سعد. فقال سعد: مه! إن ما بيننا لم يبلغ ديننا

في عهد عمر :

    -   يروى: ((أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لما حشد الجيوش الإسلامية لغزو العراق وجميع أقاليمه عزم أن يكون هو القائد لهذه الجيوش، هو بنفسه؛ لصعوبة مأتاه وكثرة أعدائه، لكن عبد الرحمن بن عوف وجماعة من الصحابة أشاروا عليه أن يختار قائداً غيره ويبقى هو بالمدينة, فقال: من ترون؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين! قد وجدته. قال عمر: ومن هو؟ قال عبد الرحمن: هو الأسد في براثنه سعد بن مالك بن أبي وقاص. فاستدعاه عمر؛ فأرسله قائداً لهذه الجيوش، وأوصاه في خاصة نفسه وبمن معه بوصايا قيَّمة حميدة)).

فتوالت على يديه فتوحات العراق بأكمله، ونفى جميع الأعاجم، واستولى على بلاد فارس، وكان فتح القادسية على يديه رضي الله عنه وجلولاء، وهو الذي كوف الكوفة, وتولى عدة ولايات لأمير المؤمنين عمر ثم عثمان، وخاض عدة معارك وصعوبات عديدة، موضح ذلك كله في الكتب المطولة وفي جميع تراجمه رضي الله عنه.

·        و في القادسية

  و في القادسية كسر المسلمون شوكة المجوس كسرا لم ينجبر بعدها ابدا ففيها القى الفرس بكل طاقاتهم من سلاح و عتاد و أفيال كثيرة و التي تمثل البوارج في يومنا هذا , و أعداد كبيرة من الجند تمثلت في احكم رجالهم و اشهرهم في الحرب و السياسة , و القى المسلمون ايضا بكل امكاناتهم من وجوه المسلمين و تمثلت باحد صحابي رسول الله صلى الله عليه و سلم وواحد من السابقين الأوائل للأسلام و أحد السته المرشحين للخلافة بعد عمر , انه الصحابي سعد بن ابي وقاس رضي الله عنه

ففي اليوم الأول وهو يوم ارماث برز الجيش الفارسي و معهم 33 فيلا , 18 في الوسط و 15 في الميمنه و الميسرة . كان سعد صاعدا على شرف ببيته و قد اشتدت عليه الدمامل و عرق النسا و كان يرسل من لدنه رجالا يستصرخون , فقامت المبارزة بينهم و شرع المسلمون بقراءة سورة الجهاد (الأنفال) و كبر سعد اربع تكبيرات بين كل واحدة و اختها وقت قليل .

ثم قامت مشكلة الفيله فحلها سعد بان امر برماة ذات كفاءة ليرموها في مقدمة خراطيمها و يرمي آخرون ركابها و يقوم آخرون بهجمات استشهادية يقطعون فيها أحزمتها لتسقط من على ظهورها الهوادج و انتهى النهار بأكثر 500 قتيل معظمهم من قبيلة اسد , و جاء الليل و قامت النساء بتمريض المصابين و حفر الفرسان مع الصبيان القبور لدفن الشهداء. و ظلت جثث قتلى الفرس ملقاة في الساحة.

وفي آخر الأيام القتالية الثالثة . فبات سعد رضي الله عنه طوال الليل متهجدا داعيا حتى طلع الصبح , فانقض القعقاع و و معه جميع القبائل فانهزم اعظم قادة الفرس (الفيرزان- الهرمزان) و سبق فارس من المسلمين اسمه هلال بن عُلفة الى سرير رستم فرآه منقضا ووجد رستم و قد هوى السرير فضربه ضربة بالسيف في وجهه و قضى عليه , و دارت الدائرة على الفرس و غنم المسلمون غنائم هائلة . 

شكاية أهل الكوفة به :

 -  وعن جابر بن سمرة قال : شكا أهل الكوفة سعد بن مالك إلى عمر فقالوا : لا يحسن الصلاة .  قال سعد : أما أنا فكنت أصلي بهم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمد في الأوليين وأخفف في الأخريين ، فقال عمر : ذاك الظن بك أبا إسحاق ، قال : فبعث رجالا يسألون عنه في مساجد الكوفة ، قال : فلا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة إلا أثنوا عليه خيرا وقالوا معروفا ، حتى أتوا مسجدا من مساجد بني عبس ، قال : فقال رجل يقال له أبو سعدة : اللهم إنه كان لا يسير بالسرية ولا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية . قال ، فقال سعد : أما والله لأدعون بثلاث اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن ، فكان بعد ذلك يقول إذا سئل : شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد . قال جابر بن سمرة : فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر ، وإنه يتعرض للجواري في الطريق فيغمزهن .


رد عليهم سعد بقوله :  لقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق السمر ، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام ، لقد خبت إذا وضل سعيي . 

وكان سعد مستجاب الدعوة

-  فقد ورد أنه قال: ((يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال: ((يا سعد! أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة)).
-  و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له، فقال: ((اللهم! أجب دعوته، وسدد رميته، وحببه إلى عبادك)).
   وذات يوم سمع سعد رجلاً يسب عليّا وطلحة والزبير، فنهاه فلم ينته، فقال سعد للرجل: إذن أدعو عليك؛ فقال الرجل: أراك تتهددني كأنك نبي؛ فانصرف سعد، وتوضأ، وصلى ركعتين، رفع يديه، وقال: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقوامًا سبقت لهم منك الحسنى؛ وأنه قد أسخطك سبه إياهم؛ فاجعله آية وعبرة؛ فلم يمر غير وقت قصير حتى خرجت ناقة هوجاء من أحد البيوت، وهجمت على الرجل الذي سب الصحابة؛ فأخذته بين قوائمها، وما زالت تتخبط حتى مات.
-  قدم سعد بن أبي وقاص إلى مكة، وقد كان كفَّ بصره، وجاءه الناس يهرعون إليه، كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة. قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرفت إليه فعرفني، وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم.. فذكر قصة وفي آخرها: فقلت له: يا عم، أنت تدعو للناس، فلو تدعو لنفسك فرد الله عليك بصرك! فتبسم وقال: يا بني، قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري
كان في أيام الصديق معظما جليل المقدار، وكذلك في أيام عمر، وقد استنابه على الكوفة، وهو الذي فتح المدائن، وكانت بين يديه وقعة جلولاء.
وكان سيدا مطاعا، وعزله عن الكوفة عن غير عجز ولا خيانة، ولكن لمصلحة ظهرت لعمر في ذلك.
مجلس الحل والعقد :

وعندما طعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، اختار عمر ستة من المسلمين ليتم اختيار خليفة منهم، وأخبر عمر أن الرسول مات وهو عنهم راض، وكان من هؤلاء الستة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، حتى قال عمر: “لو كنت مختارًا للخلافة واحدًا، لاخترت سعدًا”، وقال لمن حوله: “إن وليها سعد فذاك، وإن وليها غيره فليستعن بسعد”، فكان عثمان بن عفان يستعين به في كل أموره.

موقفه في الفتنة :
وحدثت الفتنة آخر أيام الإمام علي -رضي الله عنه- فكان سعد بعيدًا عنهم؛ واعتزلها، وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا إليه شيئًا من أخبارها.
وقد ورد أن ابنه عمر بن سعد جاءه بقصره بالعقيق، فقال: ((يا أبتي! أنت معتزل هنا في غنمك كبوادي الأعراب، والناس بالمدينة يتقاسمون الملك! فقال له سعد: اسكت, فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يحب العبد التقيّ الغني الخفي)). أخرجه مسلم في صحيحه وأحمد في المسند.

وعندما جاءه ابنه عامر يطلب منه أن يقاتل المتحاربين ويطلب الخلافة لنفسه، قال سعد في شفافية المسلم الصادق: أي بني، أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسًا؟ لا والله حتى أعطي سيفًا، إن ضربت به مسلمًا نبا عنه (أي لم يصبه بأذى)، وإن ضربت به كافرًا قتله، ولقد سمعت رسول الله يقول: “إن الله يحب الغني الخفي التقي” [أحمد ومسلم].

وقد روي أن ابن أخيه هاشم بن عتبة جاءه، فقال: ((يا عم! أنت أحق بهذا الأمر (يعني: الخلافة)، وها هنا مئة ألف سيف كلهم يرون أنك أحق بهذا الأمر. فقال رضي الله عنه: أريد منها سيفاً واحداً إذا ضربت به مؤمناً لم يصنع شيئاً, وإذا ضربت به كافراً قطع)).
وقال: مثلنا ومثلكم: كمثل قوم كانوا على محجة بيضاء، فبينما هم كذلك يسيرون، إذ هاجت ريح عجَّاجة، فضلوا الطريق، والتبس عليهم، فقال بعضهم: الطريق ذات اليمين، فأخذوا فيها. فتاهوا وضلوا، وقال بعضهم: ذات الشمال، فأخذوا فيها، فتاهوا وضلوا، وأناخ آخرون، وتوقفوا حتى ذهبت الريح، وتبينت الطريق، فساروا
وروي: ((أن معاوية رضي الله عنه كتب إليه أن ينضم إليه فأبى, وقال لأهله: لا تخبروني عما جرى بين الناس حتى يجتمعوا على إمام واحد)).

رفضه سب علي :

-  أتى سعد بن مالك رضي الله عنه فقال : بلغني أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة ، فهل سببته؟قال : معاذ اللهّوالذي نفس سعد بيده لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبداً

وفاة سعد بن أبي وقاص :

-  وعن حماد بن سلمة، عن سماك، عن مصعب بن سعد أنه قال: ((كان رأس أبي في حجري وهو مريض وفي كرب الموت، قال: فبكيت، فرفع رأسه إليَّ وقال: ما يبكيك؟ قلت: لمكانك وما أرى بك. قال: فلا تبكِ؛ فإن الله لا يعذبني أبداً, وإني لمن أهل الجنة)). رواه ابن سعد في الطبقات.

وفي سنة (55هـ) أوصى سعد أهله أن يكفنوه في ثوب قديم، كان عنده، وقال لهم: “لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر، ولقد ادخرته لهذا اليوم”.

وتوفي رحمة الله عليه بالعقيق، فحمل على الأعناق إلى المدينة، ودفن بها ليكون آخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة وآخر من مات من المهاجرين رضي الله عنهم أجمعين.

تُوُفِّي سعد t في قصره بالعقيق على بُعد خمسة أميال من المدينة، وذلك عام 55هـ، وقد تجاوز الثمانين، وهو آخر من مات من المهاجرين.
-  روي: ((أن أم سلمة رضي الله عنها لما بلغها موت سعد بكت، وقالت: بقية أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم)).





[1]    بواط على الطريق التجارية بين مكة والشام والاستيلاء على قافلة قريش التجارية المارة بتلك المنطقة المكونة من 2500 بعير وهو نوع من الحصار الاقتصادي على قريش.

0 comentarios:

Publicar un comentario