lunes, 18 de septiembre de 2017

فضائل قيام الليل

0 comentarios
فضائل قيام الليل

قيام الليل في القرآن الكريم :


-  قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}  [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل. وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).  وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).

  - وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17] قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
 
 -  وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]. أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
قيام الليل في السنة :

    - قال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].

   - وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.

-          وقال النبي : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].

   -  وقال: {أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس }[رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].

   -   وقال : { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داود وصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.

-          عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي قال ( إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا ليلتئذ من الذاكرين الله كثيرا والذكرات ) // إسناده حسن //

قيام النبي صلى الله عليه وسلم

 -   وعن حذيفة قال: { صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث } [رواه مسلم].
 -  وعن ابن مسعود قال: { صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ ! } [متفق عليه].


  *  قال ابن حجر: ( وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي ، وما هم بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده ).

 *  ويقول ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (23/113) : ( وأُبَىٌّ بن كعب لما قام بهم وهم جماعة واحدة لم يمكن أن يطيل بهم القيام ، فكثر الركعات ليكون ذلك عوضا عن طول القيام ، وجعلوا ذلك ضعف عدد ركعاته ، فإنه كان يقوم بالليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ، ثم بعد ذلك كأن الناس بالمدينة ضعفوا عن طول القيام ، فكثروا الركعات ، حتى بلغت تسعا وثلاثين " انتهى

حال السلف في القيام :
  - وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا
  - وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.

  - وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين !
  - وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهنا باكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ

- وقيل أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام يا داود كذب من ادعى محبتي وإذا جن عليه الليل نام عني أليس كل محب يحب الخلوة بحبيبه .

- ولعبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه
( إذا ما الليل أظلم كابدوه ... فيسفر عنهم وهم ركوع )
( أطار الخوف نومهم فقاموا ... وأهل الأمن في الدنيا هجوع )

**حتى أنه كانت تشهد الجن صلاتهم : **
  -  حدثنا مهدي بن ميمون قال: كان واصل مولى أبي عيينة جارا لنا وكان يسكن في غرفة فكنت أسمع قراءته من الليل وكان لا ينام من الليل إلا يسيرا قال فغاب غيبة إلى مكة فكنت أسمع القراءة من غرفته على نحو من صوته كاني لا أنكر من الصوت شيئا قال وباب الغرفة مغلق قال فلم نلبث أن قدم من سفره فذكرت ذلك له فقال وما أنكرت من ذلك هؤلاء سكان الدار يصلون بصلاتنا ويستمعون لقراءتنا قال قلت أفتراهم قال لا ولكني أحس بهم وأسمع تأمينهم عند الدعاء وربما غلب علي النوم فيوقظوني // إسناده حسن ابن أبي الدنيا)

 -  وحدثني محمد حدثني خلف بن تميم قال: كان فتى من أهل الكوفة يحيي الليل صلاة قال فاستزاره بعض إخوانه ذات ليلة فاستأذن أمه في زيارته فأذنت له قالت العجوز فلما كان من الليل إذا أنا في منامي برجال قد وقفوا علي فقالوا يا أم عرفجة لم أذنت لإمامنا الليلة // إسناده حسن ابن أبي الدنيا)

 -  محمد بن عبد العزيز بن سلمان العابد قال: كان أبي إذا قام من الليل يتهجد سمعت في الدار جلبة شديدة واستقاء للماء كبير قال فنرى أن الجن كانوا يستيقظون لتهجده فيصلون معه / إسناده حسن ابن أبي الدنيا)
فضل الصلاة في جوف الليل :

-  عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم قال أشهد على أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله أنه قال: ( إن الله تعالى يهبط إذا ذهب ثلث الليل الأول وبقي ثلث الليل فيقول هل من سائل فيعطى هل من تائب فيتاب عليه هل من مستغفر من ذنب ) // إسناده صحيح //

-  عن عمرو بن عبسة يقول سمعت رسول الله يقول ( إن الرب أقرب ما يكون من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ) // إسناده حسن //

-  عن جابر قال سمعت النبي يقول: ( إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله فيها خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة ) // إسناده حسن //
فضل القائمين بالليل :
·       الجنة والفردوس :
تتجافى جنوبهم ... فلا تعلم نس ما أخفي لهم من قرة أعين .

    - عبد العزيز بن سلمان العابد وكان يرى الآيات والأعاجيب قال حدثني مطهر السعدي وكان قد بكى شوقا إلى الله ستين عاما قال أريت كأني على ضفة نهر يجري بالمسك الأذفر حافتاه شجر ولؤلؤ ونبت من قضبان الذهب وإذا أنا بجوار مزينات يقلن بصوت واحد: سبحان المسبح بكل لسان سبحانه سبحان الموجود بكل مكان سبحانه سبحان الدائم في كل الأزمان سبحانه قال فقلت من أنتن فقلن خلق من خلق الرحمن سبحانه فقلت ما تصنعن هاهنا فقلن

( ذرأنا إله الناس رب محمد ... لقوم على الأطراف بالليل قوم )
( يناجون رب العالمين إلههم ... وتسري هموم القوم والناس نوم )

    - عن معاوية بن صالح أن عبد الملك حدثه يرفع الحديث ( أن في الجنة شجرة يخرج من أصلها خيل بلق مسرجة ملجمة بالزمرد والياقوت ذوات الأجنحة لا تبول ولا تروث فيركبها أولياء الله فتطير بهم من الجنة حيث شاءوا فيناديهم الذين أسفل منهم فيقولون يا أهل الجنة انصفونا يا رب بما نال عبادك منك هذه الكرامة فيقول لهم الرب: إنهم كانوا يقومون الليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون // إسناده مرسل حسن // ابن أبي الدنيا)
·       النور والبهاء ويكسوهم الله حلل الجمال :
 
  -  بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة :

 - عن كرز بن وبرة قال بلغني أن كعبا قال إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يصلون بالليل في بيوتهم كما تنظرون انتم إلى نجوم السماء
- وقيل للحسن : ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوها فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره


0 comentarios:

Publicar un comentario