v
باب في فضل الولد وحقه :
·
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " الولد ريحانة من الجنة " .
·
وقال الفضل: ريح الولد
من الجنة.
·
وكان يقال: ابنك ريحانتك
سبعاً ثم حاجبك سبعاً، ثم عدو أو صديق.
·
وغضب معاوية على يزيد.
فهجره، فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا،
ونحن لهم سماء ظليلة وأرض ذليلة وبهم نصول على كل جليلة، فإن غضبوا فارضهم. وإن سألوا
فاعطهم، وإن لم يسألوا فابتدئهم، ولا تنظر إليهم شزراً، فيملوا حياتك ويتمنوا وفاتك.
·
وقيل: من حق الولد
على والده أن يوسع عليه حاله كي لا يفسق.
·
وقال عمر رضي الله تعالى
عنه: إني لأكره
نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبحه وتذكره.
·
وقال رضي الله تعالى عنه: أكثروا من
العيال، فإنكم لا تدرون بمن ترزقون.
·
وقال شبيب بن شبة: ذهب اللذات
إلا من ثلاثة: شم الصبيان، وملاقاة الأحزان، والخلوة مع النسوان.
·
·
وقيل لرجل: أي ولدك أحب
إليك. قال: صغيرهم حتى يكبر. ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يحضر.
Ø البنات
:
·
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم لمَّا بُشر بفاطمة: (رَيحانة
أَشَمّها ورِزْقها على اللهّ.)
·
ودخل عمرو بن العاص على
معاوية وعنده ابنته عائشة فقال: من هذه يا أمير المؤمنين؟ قال: هذه تفاحة
القلب، فقال: انبذها عنك، فإنهن يلدن الأعداء، ويقربن البعداء ويورثن الضغائن. قال:
لا تقل يا عمرو ذلك، فوالله ما مرض المرضى، ولا ندب الموتى، ولا أعان على الإخوان إلا
هن. فقال عمرو: يا أمير المؤمنين إنك حببتهن إلي.
·
وكان لأعرابي امرأتان.
فولدت إحداهما جارية والأخرى غلاماً، فرقصته أمه يوماً وقالت معايرة لضرتها:
الحمد لله الحميد العالي
... أنقذني العام من الجوالي
من كل شوهاء كشن بالي
... لا تدفع الضيم عن العيال
فسمعتها ضرتها فأقبلت ترقص
ابنتها وتقول:
وما علي أن تكون جارية
... تغسل رأسي وتكون الفاليه
وترفع الساقط من خماريه
... حتى إذا بلغت ثمانيه
أزرتها بنقبة يمانيه
... أنكحتها مروان أو معاويه
أصهار صدق ومهور غاليه
قال: فسمعها مروان،
فتزوجها على مائة ألف مثقال، وقال إن أمها حقيقة أن لا يكذب ظنها ويخان عهدها، فقال
معاوية: لولا مروان سبقنا إليها لأضعفنا لها المهر ولكن لا نحرم الصلة، فبعث إليها
بمائتي ألف درهم والله أعلم.
·
قال سيدي عبد العزيز الديريني
رحمه الله تعالى في (حمله على الأنثى):
أحب بنيتي ووددت أني
... دفنت بنيتي في قاع لحد
وما بي أن تهون علي، لكن
... مخافة أن تذوف الذل بعدي
فإن زوجتها رجلاً فقيراً
... أراها عنده والهم عندي
وإن زوجتهما رجلاً غنياً
... فيلطم خدها ويسب جدي
سألت الله يأخذها قريباً
... ولو كانت أحب الناس عندي
v باب في تأديب الصغير:
·
قالت الحُكماء: مَن أَدَّب
ولدَه صغيراً سُرّ به كبيراً.
·
وقالوا: مَن أدَّب
ولدَه غَمّ حاسدَه.
· قال
ابن عبّاس: مَن لم يَجْلِس في الصِّغر حيثُ يَكْره لم يَجْلِس في الكبر
حيث يحب قال الشاعر:
إذا المَرءُ أَعْيَتْه
المُروءةُ ناشِئاً ... فَمَطْلَبها كَهْلاً عليه شديدُ
·
وكتب شُرَيح إلى معلِّم
ولده:
تَركَ الصلاةَ لأكْلُبٍ
يَسعى بها ... يَبْغِي الهِرَاشَ مع الغُواة الرُّجَّس
" فَليَأتيِنَّك غُدوًة
بصحيفة ... كُتِبت له كصحيفة المُتَلمِّس "
فإذا أتَاكَ فَعَضَّه بمَلامةٍ
... وعِظَتْه مَوْعِظة الأديب الكَبِّس
فإذا هَمَمْتَ بضربه فبدِرَّةٍ
... وإذا بلغتَ بها ثلاثاً فاحْبِس
واعْلم بأنّك ما أتيتَ
فنفْسُه ... مع ما تُجَرِّعني اعزُّ الأنْفس
· وقال
عمرو بن عُتبة لمعلِّم ولده: ليكُن أوّلَ إصلاحك لولدي إصلاحُك لنفسك،
فإنّ عُيونهم مَعْقودة بعَيْنك، فالحَسن عندهم ما صَنعتَ، والقبيح عندهم ما تَركت.
علمَهم كتابَ اللهّ ولا تُكْرههم عليه فيَملّوه، ولا تَتركهم منه فيهجروه؛ رَوِّهم
من الحديث أشرفَه، ومن الشعر أعفّه، ولا تَنْقُلهم من عِلم إلى علم حتى يُحْكِموه،
فإنّ ازدحام الكلام في القَلْب مَشغلة للفهم، وعَلِّمهم سُنَن الحكماء، وجَنِّبهم محادثة
النِّساء، ولا تَتّكَل على عُذْر منّي لك، فقد اتكلتُ على كِفاية منك.
v الاجابات المستصوبة من أذكياء الصبيان :
·
ما ذكر عند بيعة عمر
ابن عبد العزيز
·
اجتازَ عمرُ بن الخطاب
رضي الله عنه بصبيان يلعبون، وفيهم عبدُ الله ابن الزُّبير فتهاربُوا إلا عبدَ الله
فإنه وقفَ. فقال له عمرُ: لِمَ لمْ تَفِرّ مع أصحابك؟ قال: لم يكُن لي جُرمٌ فأفرَّ
منك، ولا كان الطريقُ ضيّقاً فأُوسِّعَهُ عليك.
· قال
رجل لابنه: ما أراك تُفْلح أبداً. فقال الأبن: إلا أنْ يرزقني الله مؤدبا
غيرَك.
·
قال بعضهم: أحضِرْتُ لتعليم
المعتزّ - وهو صغير - فقلت له: بأي شيء تبدأ اليوم؟ فقال: بالانصراف.
·
قال بعضهم: رأيتُ أعرابياً
يعاتبُ ابناً له صغيراً، ويذكر حقه عليه. فقال الصبي: يا أبهْ إنَّ عِظمَ حقِّك علي
لا يُبطلُ صغيرَ حقي عليك، والذي تمتُّ به إلى أمتُّ بمثله إليك، ولست أقولُ: إنا سواءُ،
ولكن لا يجْمُل الاعتداءُ.
·
عرْبدَ غلام على قوم، فأراد
عمُّه أن يعاقبَه، ويؤدِّبَه، فقال له: يا عمِّ: إني قد أسأْتُ، وليسَ معي عقْلي، فلا
تُسيء بي ومعَك عقلُك.
·
ونظر دَميمٌ يوماً في المرآة،
وكان ذميماً، فقال: الحمدُ لله، خلقّني فأحسن خلقي وصورني فاحسن صورتي، وابن له صغيرٌ،
يسمع كلامه. فلما خرج سألهُ رجلٌ - كان بالباب - عن أبيه. فقال: هو بالبيتِ يكْذبُ
على الله.
·
قال البلاذُري: أدخِلَ الرّكاضُ
وهو ابنُ أربع سنين إلى الرشيد ليعجبَ من فطنته، فقال له: ما تحبُّ أنْ أهَبَ لك؟ قال:
جميلَ رأيك فإني أفوزُ به في الدُّنيا، والآخرة، فأمر له بدنانيرَ، ودراهمَ فصُبَّتْ
بين يديه. فقال: اختر الأحبَّ إليك. قال: الأحبَّ إلى أمير المؤمنين، وهذا مِنْ هذَين،
وضربَ يدَه إلى الدَّنانير فضحك الرشيدُ، وأمر أن يضم إلى ولده، ويجري عليه.
·
قال إياسُ: كان لي أخٌ،
فقال لي وهو غلام صغيرٌ: مِنْ أي شيء خُلقنا قلتُ: مِنْ طين. فتناول مَدَرةً، وقال:
مِنْ هذا؟ قلتُ: نعم. خلَق الله آدم من طين: قال: فيستطيع الذي خلقنا أن يُعيدنا إلى
هذا الذي خلقنا منه؟ قلتُ: نعمْ. قال: فينبغي لنا أن نخافَه.
·
قيل لغلام: أتحبُّ أن
يموتَ أبُوك؟ قال: لا، ولكنْ أحِبُّ أنْ يُقتلَ لأرثَ ديتَه فإنَّه فقير.
·
ما ذكره ابن الجوزي عن
الصبية العابدة وعن السمكة
v الأولاد البلداء القليلي التوفيق:
· قيل: نظر أعرابي
إلى ولد له قبيح المنظر، فقال له: يا بني إنك لست من زينة الحياة الدنيا.
· وقال
رجل لولده وهو في المكتب: في أي سورة أنت؟ قال: لا أقسم بهذا البلد ووالدي
بلا ولد، فقال: لعمري من كنت أنت ولده، فهو بلا ولد.
· وأرسل
رجل ولده يشتري له حبلا للبئر طوله عشرون ذراعاً، فوصل إلى
نصف الطريق، ثم رجع فقال: يا أبت عشرون في عرض كم؟ قال: في عرض مصيبتي فيك يا بني.
· وكان
لرجل من الأعراب ولد اسمه حمزة، فبينما هو يوماً يمشي مع أبيه إذ
برجل يصيح بشاب يا عبد الله، فلم يجبه ذلك الشاب، فقال: ألا تسمع؟ فقال: يا عم كلنا
عبيد الله، فأي عبد تعني، فالتفت أبو حمزة إليه وقال: يا حمزة ألا تنظر إلى بلاغة هذا
الشاب؟ فلما كان من الغد إذ برجل ينادي شاباً يا حمزة، فقال حمزة بن الأعرابي كلنا
حماميز الله، فأي حمزة تعني، فقال له أبوه ليس يعنيك يا من أخمد الله به ذكر أبيه.
·
ونهى أعرابي ابنه عن شرب
النبيذ، فلم ينته وقال:
أمن شربة من ماء كرم شربتها
... غضبت علي الآن طابت لي الخمر
سأشرب فساسخط لارضيت كلاهما
... حبيب إلى قلبي عقوقك والسكر
· وكان
لمحمد بن بشير الشاعر ابن جسيم، فأرسله في حاجته، فأبطأ عليه، ثم عاد ولم
يقضها، فنظر إليه ثم قال:
عقله عقل طائر ... وهو
في خلقه الجمل
فأجابه:
مشبه بك يا أبي ... ليس لي عنك منتقل
0 comentarios:
Publicar un comentario