sábado, 5 de octubre de 2013

من الحكم العطائية 4

0 comentarios


مِنْ عَلاَمَةِ الاعْتِمَادِ عَلَى الْعَمَلِ : نُقْصَانُ الرَّجَاءِ عِنْدَ وُجُودِ الزَّلّلْ.



             لابد عليك من إخلاص النية لله وأن تفعل العمل لله.

أي أنه لابد عليك من إخلاص النية لله وأن تفعل العمل لله. وماذا لو فعلت العمل للعمل؟ في هذه الحالة فأنت تكون ناسيا لله، ولا تذكره. فأنت تصلى لأن وقت الصلاة قد أتى لكنك لا تتذكر الله أصلا.

-  قالوا لأبى يزيد البسطامي: مالنا نعبد الله ولا نجد لذة العبادة. قـال: إنكم عبدتم العبادة ولو عبدتم الله لوجدتم لذة العبادة.

قد يقول قائل: بل الظاهر أن الثواب الذي نستحقه إنما هو على العمل الصالح الذي عملناه.

ولكننا لو تأملنا، وأمعنا النظر، في علاقة ما بين العبد وربه، لأدركنا أن الأمر ليس كذلك.

معنى هذا الكلام أن الله عز وجل رصد قيمة للجنة، لا تتمثل في دراهم أو في سيولة مالية، وإنما تتمثل في العبادات فإن فعلت الطاعات واجتنبت النواهي، فقد بذلت الثمن، ومن ثم فقد أصبحت مستحقاً للبضاعة التي اشتريتها!..

أنا عندما أدفع قيمة هذا البستان نقداً كما طلب البائع فأنا أمتلك بذلك هذا البستان بدون أي مِنَّةٍ له عليّ، وبطريقة آليّة يقضي بها القانون . إذن فكأنك فيما تتخيل قدمت له هذه الطاعات على طبق، وقلت: ها هي ذي أوامرك قد أنجزتها كما تريد، بقدرة وطاقة ذاتية مني فأعطني الجنة التي وعدتني بها.وهكذا تصبح العملية عملية بيع وشراء..
-         من الذي أقدرك على الصلاة التي أديتها؟ من الذي أقدرك على الصوم الذي أديته؟.. من الذي شرح صدرك للإيمان؟
-         من الذي شرح صدرك
-         فأنا عندما أحمد الله سبحانه وتعالى بلساني؛ ينبغي أن أشكر الله على أن حرك لساني بهذا الحمد..

قصة فتاة صالحة كان تخدم في أسرة، وذات ليلة قام رب الأسرة من جوف الليل فرأى الفتاة تصلي في زاوية من البيت، وسمعها تقول وهي ساجدة: اللهم إني أسألك بحبك لي أن تسعدني.. أن تعافيني أن تكرمني.. إلى آخر ما كانت تدعو به. استعظم الرجل صاحب البيت كلامها هذا، وانتظرها حتى إذا سلَّمت من صلاتها، أقبل فقال لها: ما هذا الدلال على الله؟!.. قولي: اللهم إني أسألك بحبي لك أن تسعدني وأن تكرمني وأن... قالت له: ياسيدي لولا حبه لي لما أيقظني في هذه الساعة، ولولا حبه لي لما أوقفني بين يديه، ولولا حبه لي لما أنطقني بهذه النجوى

ـ معنى قول الله عز وجل: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون


* إن هذا الكلام قرار من طرف واحد هو الله عز وجل، لا من طرفين متعاقدين..
يوفقك الله للعمل، ويلهمك السداد، وتجأر على بابه بالدعاء: تقول: اللهم لا حول ولا قوة لي إلا بك، ناصيتي بيدك، تصرفها كما تشاء، فخذ بها إلى طريق السعادة والرشاد. فيستجيب الله دعاءك، ويشرح صدرك للخير، ويوفقك للعمل الصالح، ثم يقول لك يوم القيامة: { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } { النحل: 16/32 }
فهل هذا الكلام منه عز وجل يعني تنفيذاً لعقد رضائي جرى بينك وبين؟؟؟
ولو أنك أبيت إلا أن تتصور أن المسألة بين الله وعباده معاوضة حق بحقٍ، وحملت هذه الدعوى معك إلى يوم القيامة، قائلاً لله تعالى: إنني أستحق الجنة والخلود فيها بأعمالي المطلوبة التي أنجزتها، وشاء الله عز وجل - بناء على دعواك هذه - أن يجرّك إلى الحساب الدقيق
ولعل أقرب مثال إلى ما أقول ما ينهجه الوالد مع ابنه عندما يشجعه على الكرم وعمل الخير، يقول لابنه: إن أعطيت ذلك الفقير مبلغاً من المال فلسوف أكرمك بهدية، ويأتي الأب بالمال فيضعه خفية في جيب الطفل، ويستجيب الولد لطلب أبيه متأملاً ما وعده به من الإكرام
ورد في أكثر من خبر أن أحد عباد الله تعالى يقول يوم القيامة: يا رب حاسبني بعدلك وبما أستحق، فأنا عشت حياتي الدنيا كلها لم أعصك يوماً قط. فيذكّره الله بنعمة عينيه الباصرتين اللتين متعه الله بهما، هل أدّيت شكر هذه العين؟.
ويوضع فضل الله عليه في ذلك في كفة، وتوضع كافة طاعاته وقرباته في الكفة الأخرى، فترجح كفة الفضل الإلهي على كفة الطاعات والقربات التي أقدره الله عليها.

نعم الله أعظم من كل طاعاتك:

لو أنك نظرت إلى نعم الله التي عشت حياتك الدنيوية تتقلب فيها لرأيت أن لحظة واحدة من لحظات تمتعك بهذه النعم أكثر وأطم من كل طاعاتك التي قمت بها...
-  رأى بعض الصالحين في منامه رجلاً من الربانيين بعد وفاته، فقال له -وقد علم أنه متوفى -: ما فعل الله بك؟ قال: أوقفني بين يديه وقال: بِمَ جئتني؟ فقلت: يا رب أنا عبد، والعبد لا يملك شيئاً يأتي به إلى سيده، جئتك بالطمع بعفوك والأمل في كرمك.أرأيت إلى منطــق العبــودية؟..

نسبة الله الأعمال لعباده تربية لهم بمقتضى ربوبيته وتحسيسهم بالمسؤولية بمقتضى تكليفهم :

فمثلا المتصدق بماله يعطيك الله هذا المال ، ثم يفترض أنك أنت المالك الحقيقي له، ويقيم ذاته العلية مقام المقترض منك، قائلاً: أتقرضني شيئاً من مالك هذا، إذن أعدك أنني سأعيده إليك أضعافاً مضاعفة!..
 -أفيمكن أن يبلغ منك السكر بهذا الأسلوب الرباني المتفضل الودود، أن تذهل عن الحقيقة وأن تصدق أنك أنت المالك وأن الله هو المقترض
ولعلّ الشيطان يوسوس إليك بأن الطاعات والقربات ليس لها إذن أي دور في تفضل الله على العبد، وإذن فلا فرق بين إقبال العبد إليها وإعراضه عنها!...

والجواب أن العاصي الذي يُطْلَبُ منه أن يظل راجياً كرم الله وصفحه، لا يمكن أن يُقبل على الله بالرجاء إلا إن دخل رحابه من باب التوبة.
من الواضح في مقاييس الأخلاق والمشاعر الإنسانية، فضلاً عن مشاعر العبودية لله، أن هذا العاصي بمقدار ما يزدهر في نفسه الأمل بصفح الله ومغفرته، تزداد لديه حوافز التوبة ومشاعر الندم وعزيمة الإقلاع عما كان عاكفاً عليه.. فإذا تاب هذه التوبة الصادقة، فلا بدّ أن يتنامى الرجاء لديه بصفح الله ولا ينقص.
والمفروض أنه وقف على مثل هذا الحديث القدسي المتفق عليه، والذي يرويه رسول الله عن ربه: «أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أنه له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء».

من خطورة الربط بين العمل والثواب :
وهذا هو التألي على الله، وكم وكم حذر منه رسول الله .وإنما سبيل الابتعاد عن هذا المنزلق، العلم بأن حقوق الله على العباد لا تؤدَّى بطاعاته مهما كثرت وعظمت، بل إن هذه الحقوق ستظل باقية
ذلك لأن النتيجة التي سينتهي إليها هذا الإنسان،بموجب هذا الربط، أنه في مرحلة معينة سيجزم بأنه قد أصبح من أهل الجنة

يجب على المسلم أن يعبد الله لأنه عبده ولأن الله ربه، أي سواء أثابه الله على طاعاته أم لا.

- ومن هنا ندرك سموّ مشاعر التوحيد في مناجاة رابعة العدوية لربها إذ كانت تقول له:
وسواء أأكرمها بنعيم جنانه أو زجها في أليم عذابه، فلن تنقض معه ميثاق هذا الالتزام. وكيف تنقضه وهي في كل الأحوال صنع يده وملك ذاته؟..
o       قال بعضهم اعمل وقدر أنك لم تعمل
o       وقال آخر لا بد منك وبك وحدك لا يجيء شيء
o       وقد قال سفيان بن عيينة كانوا يقولون ينجون من النار بالعفو ويدخلون الجنة بالرحمة ويتقاسمون المنازل بالأعمال


0 comentarios:

Publicar un comentario