lunes, 17 de diciembre de 2012

بشر بن الحارث

0 comentarios

الحمد لله الذي دل على معرفته بإتقان صنعته، وبديع لطائف حكمته، وبما أودعه نفوس المميزين من أعلام ربوبيته، واستحق على كل مكلف الخنوع لعظمته، والخشوع لعزته، والشكر والإشادة بما أسبغ من نعمته، ونشر من رحمته، وجعل قلوب أوليائه تسرح في ميادين محاسن ما ابتدعه، وعقولهم ترتاح لما من عليهم من استنباط المعرفة بما اخترعه
            وأشهد أن لا إله إلا الله، وليّ النعم كلها دون من سواه، وأنه لا فلاح إلا لمن هداه، ولا صلاح إلا لمن عصمه من إتباع هواه، وأن محمداً عبده الذي ارتضاه، ونبيه الذي اختاره واجتباه، ورسوله الذي ائتمنه واصطفاه، ورفعه وأعلاه، وخصه بختم النبوة وحباه، وأبانه بأعلى منازل الفضل على كل آدمي عداه

·        يكنى أبا نصر ولد في سنة خمسين ومائة
     عن أيوب العطار قال قال لي بشر بن الحارث الحافي أحدثك عن بدو أمري بينا أنا أمشي رأيت قرطاسا على وجه الأرض فيه إسم الله تعالى فنزلت إلى النهر فغسلته وكنت لا أملك من الدنيا إلا درهما فيه خمسة دوانق فاشتريت بأربعة دوانيق مسكا وبدانق ماء ورد وجعلت أتتبع إسم الله تعالى وأطيبه ثم رجعت إلى منزلي فنمت فأتاني آت في منامي فقال يا بشر كما طيبت إسمي لأطيبن إسمك وكما طهرته لأطهرن قلبك

حاله مع الله
   وقال أحمد بن الصلت سمعت بشر بن الحارث يقول غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه وإخفاء مكانه عنهم

     عن أبي حفص عمر بن موسى قال سمعت بشر بن الحارث يقول لقد شهرني ربي في الدنيا فليته لايفضحني في القيامة ما أقبح بمثلي يظن في ظن وأنا على خلافه إنما ينبغي لي أن أكون أكثر ما يظن بي أني أكره الموت وما يكره الموت إلا مريب ولولا أني مريب لأي شيء أكره الموت

     وعن محمد بن قدامة قال لقي بشر بن الحارث رجل سكران فجعل يقبله ويقول ياسيدي يا أبا نصر ولايدفعه بشر عن نفسه فلما ولى  تغرغرت عينا بشر وقال رجل أحب رجلا على خير توهمه لعل المحب قد نجا والمحبوب لايدري ما حاله

     وقال رجل رأيت بشر بن الحارث وقف على أصحاب الفاكهة فجعل ينظر فقلت يا أبا نصر لعلك تشتهي من هذا شيئا قال لا ولكن نظرت في هذا إذا كان يطعم هذا من يعصيه فكيف من يطيعه

     وعن أبي بكر المروزي قال سمعت بعض القطانين يقول أهدى إلي أستاذي رطبا وكان بشر يقيل في دكاننا في الصيف فقال له أستاذي يا أبا نصر هذا من وجه طيب فإن رأيت أن تأكل قال فجعل يمسه بيده ثم ضرب بيده إلى لحيته وقال ينبغي أن أستحيي من الله إني عند الناس تارك لهذا وآكله في السر

    وعن أبي بكر بن عثمان قال سمعت بشر بن الحارث يقول إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة ما صفا لي درهمه

    عبد الله بن خبيق قال رجل لبشر مالي أراك مغموما قال مالي لاأكون مغموما وأنا رجل مطلوب
 وعن أبي الحسن أحمد بن محمد الزعفراني قال سمعت أبي يحكي عن بشر أنه قال ربما رفعت يدي في الدعاء فأردها أو قال فأستلها  أقول إنما يفعل هذا من له عنده وجه

     وعن الفتح بن شحرف قال كنت جالسا عند بشر إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فأطرق مليا ثم رفع رأسه ثم أطرق ثم رفع رأسه فقال اللهم  إنك تعلم أني أخاف أن أتكلم اللهم إنك تعلم أني أخاف أن أسكت اللهم إنك تعلم أني أخاف أن تأخذني فيما بين السكوت والكلام

     وعن زبدة أخت بشر بن الحارث قالت دخل بشر علي ليلة من الليالي فوضع إحدى رجليه داخل الدار والأخرى خارج الدار وبقي كذلك يتفكر حتى أصبح فلما أصبح قلت له في ماذا تفكرت طول الليلة قال تفكرت في بشر النصراني وبشر اليهودي وبشر المجوسي ونفسي وإسمي بشر فقلت مالذي سبق منك حتى خصك فتفكرت في تفضله علي وحمدته علي أن جعلني من خاصته وألبسني لباس أحبائه

      وعن أحمد بن نصر قال سمعت بشرا يقول يا مازني ليت لايكون حظي من الله هذا الذي يقول الناس بشر بشر ورأيت أشفار عينيه قد ذهبت من البكاء
وعن الحسن بن عمرو قال سمعت بشر بن الحارث يقول لو علمت أن رضاه أن أشد في رجلي حجرا ثم ألقي نفسي في البحر لفعلت.

      وعن عباس بن دهقان قال قلت لبشر بن الحارث أحب أن أخلو معك قال إذا شئت فبكرت يوما فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لاأحسن أن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لاأوثر على حبك شيئا فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء فلما سمعني قال اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن هذا ههنا لم أتكلم

من كلامه

       الحسين ابن عبدالرحمن قال قال بشر بن الحارث لا أعلم رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح وقال بشر لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس

       علي بن خشرم يقول سمعت بشر بن الحارث يقول أدخل أحمد بن حنبل الكير 1 فخرج ذهبا أحمر وآل علي فبلغ ذلك أحمد فقال الحمد لله الذي أرضى بشرا بما صنعنا

       حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا يحيى بن عثمان الحربي قال سمعت بشر بن الحارث يقول لا ينبغي أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من يصبر على الأذى

       وعن عمرو بن موسى بن فيروز قال رأيت بشرا ومعه رجل فتقدم إلى بئر ليشرب منها فجذبه بشر وقال تشرب من البئر الأخرى حتى جاوز ثلاثة آبار فقال له الرجل أبا نصر أنا عطشان فقال له بشر أسكت فهكذا ندفع الدنيا

حسن الأنماطي قال سمعت بشر بن الحارث يقول بقاء البخلاء كرب على قلوب المؤمنين

       وعن إبراهيم الحربي قال سمعت بشر بن الحارث يقول بحسبك أن أقواما موتى تحيا القلوب بذكرهم وأن أقواما أحياء تعمى الأبصار بالنظر إليهم

      وعن الحسن بن عمرو قال سمعت بشر بن الحارث يقول الصدقة أفضل من الحج والعمرة والجهاد ثم قال ذاك يركب ويرجع ويراه الناس وهذا يعطي سرا لا يراه إلا الله عز و جل

وعن أبي عبد الله الأسدي قال قال لي بشر الحافي يوما
قطع الليالي مع الأيام في خلق ... والنوم تحت رواق الهم والقلق
أحرى وأعذر لي من أن يقال غدا ... إني التمست الغنى من كف مختلق
قالوا قنعت بذا قلت القنوع غني ... ليس الغنى كثرة الأموال والورق
رضيت بالله في عسري وفي يسري ... فلست أسلك إلا أوضح الطرق
    وعن بشر بن الحارث ينشد
أقسم بالله الذي رضخ االنوى ... وشرب الماء القلوب المالحة
ما أذل للإنسان من حرصه ... ومن سؤال الأوجه الكالحة
فاستغن باليأس تكن ذا غنى ... مغتبطا بالصفقة الرابحة
اليأس عز والتقى سؤدد ... ورغبة النفس لها فاضحة
من كانت الدنيا به برة ... فانها يوما له ذابحة ...
نهايته
رحل بشر بن الحارث رضي الله عنه في طلب العلم إلى مكة والكوفة والبصرة

        عن يحيى بن عبد الحميد الحماني قال رأيت أبا نصر التمار وعلي بن المديني في جنازة بشر بن الحارث يصيحان هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة وذلك أن بشرا خرجت جنازته بعد صلاة الصبح ولم يجعل في القبر إلا في الليل وكان نهارا صائفا ولم يستقر في القبر إلى العتمة
 وعن الكندي قال رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي وأقعدني على طيار من لؤلؤة بيضاء وقال لي سر في ملكي
         وقال ابن خزيمة لما مات أحمد بن حنبل بت من ليلتي فرأيته في النوم فقلت له مافعل الله بك قال غفر لي وتوجني وألبسني نعلين من ذهب وقال لي يا أحمد هذا بقولك القرآن كلامي قلت فمافعل بشر فقال لي بخ بخ من مثل بشر تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام والجليل مقبل عليه وهو يقول له كل يا من لم  يأكل وإشرب يا من لم يشرب وإنعم يا من لم ينعم رحمه الله ورضي عنه



0 comentarios:

Publicar un comentario