لحمد لله الذي قرب من شاء كما شاء وأقصى، وتمت كلماته
فلا ترى لها نقضاً ولا نقصا، وأحاط علمه بالكائنات كلها وأحصى، وتكاتف جوده فنعمه لا
تحد ولا تحصى، وتوالى حلمه عن الذنوب فكم يحلم وكم يعصى، أدب الخلائق بشرعه وعلم ووصى،
وجعل العلم خاتماً والزهد فصا، واستخدم المتعبد وجعل العرف به مختصا، أسرى بعبده ليلاً
وأنزل به نصا، ولقد كان الصديق يسحب بالتصديق ذيلا، وعمر يجري في حلبة القبول خيلا،
ودموع عثمان تجري إيماناً به سيلا، وعلي من اليقين كقيس من ليلى، وأبو جهل قد حصل بالتكذيب
ويلا، (سُبحانَ الّذي أسرَى بِعَبدِهِ لَيلاً مِن المسجِدِ الحَرامِ إلى المسجِدِ الأقصَى).
ومنهم الملهوف
الى المعروف عن الفاني مصروف وبالباقي مشغوف وبالتحف محفوف وللطف مالوف الكرخي ابو
محفوظ معروف
حاله مع الله
جاء رجل من الشام إلى معروف يسلم عليه فقالوا له فقال إني رأيت في المنام يقال
لي إذهب إلى معروف فسلم عليه فانه معروف في أهل الأرض معروف في أهل السماء.
اسماعيل بن شداد المقري وكان من المصلين قال قال لنا
ابن عيينة من أين أنتم قلنا من أهل بغداد قال فما فعل ذلك الحبر قلنا من قال معروف
قال لا تزالون بخير ما دام فيكم.
أبو بكر بن
أبي طالب قال دخلت مسجد معروف وكان في منزله فخرج إلينا ونحن جماعة فقال السلام عليكم ورحمة الله فرددنا
عليه السلام فقال حياكم الله بالسلام ونعمنا وإياكم في الدنيا والأحزان ثم أذن فلما
أخذ في الأذان اضطرب وارتعد حين قال أشهد أن لا إله إلا الله فقام شعر حاجبيه ولحيته
حتى خفت أن لا يتم أذانه وانحنى حتى كاد أن يسقط
الحسن بن منصور قال كان حجام يأخذ من شارب معروف
وكان معروف يسبح فقال الحجام لا يتهيأ أخذ الشارب وأنت تسبح فقال معروف أنت تعمل وأنا
لا أعمل
أبو سليمان الرومي يقول سمعت خليلا الصياد يقول غاب ابني محمد فجزعت أمه عليه
جزعا شديدا فأتيت معروفا فقلت أبا محفوظ قال ما تشاء قلت ابني محمد غاب وجزعت أمه عليه
جزعا شديدا فادع الله أن يرده عليها فقال اللهم ان السماء سماؤك والأرض أرضك وما بينهما
لك فأت به قال خليل فأتيت باب الشام فاذا ابني محمد قائم منبهر قلت محمد قال يا ابت
كنت الساعة بالأنبار
·
وفي رواية أخرى : فقال الغلام كنت أمشي بالكوفة فأتاني نفسان فأخذا
بيدي فأخرجاني من الكوفة وقالا امض الى بيتكم فلم اقعد ولم آكل ولم أشرب ومررت ببئر
تسع أو قال تسعين ثم رايتهما فلم يتحركا حتى أتيتكم فأطعموني فاني ما أكلت شيئا حتى
جئتكم
منصور الطوسي قال رآني معروف الكرخي ومعي ثوب فقال لي يا محمد ما تصنع بهذا قلت
أقطعه قميصا فقال اقطعه قصيرا تربح فيه ثلاث خصال أولها اللحوق بالسنة والثاني يكون
ثوبك نظيفا والثالث تربح خرقة .
وعن إبراهيم الأطرش قال كان معروف الكرخي قاعدا على
دجلة ببغداد إذ مر بنا أحداث في زورق يضربون الملاهي ويشربون فقال له أصحابه أما ترى
أن هؤلاء في هذا الماء يعصون الله إدع عليهم فرفع يده إلى السماء وقال إلهي وسيدي أسألك
أن تفرحهم في الجنة كما فرحتهم في الدنيا فقال له أصحابه إنما قلنا لك أدع الله عليهم
لم نقل لك أدع الله لهم فقال إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم بشيء
قال وسمعت عبيد بن محمد الوراق يقول مر معروف بسقاء يقول رحم الله
من شرب فتقدم فشرب فقيل له أما كنت صائما قال بلى ولكني رجوت دعاءه
وعن عيسى أخي معروف قال دخل رجل على معروف في مرضه
الذي مات فيه فقال يا أبا محفوظ أخبرني عن صومك قال كان عيسى عليه السلام يصوم كذا
قال أخبرني عن صومك قال كان داود عليه السلام يصوم كذا قال أخبرني عن صومك قال كان
النبي صلى الله عليه و سلم يصوم كذا قال أخبرني عن صومك قال أما أنا فكنت أصبح دهري
كله صائما فإن دعيت إلى الطعام أكلت ولم أقل إني صائم.
حدثنا ابو محمد أخبرنا أحمد حدثني ابو محمد قال سمعت معروفا يقول ما أبالي
امرأة رأيت أو حائطا
من كلامه
ابراهيم البكاء يقول سمعت معروفا الكرخي يقول إذا
أراد الله بعبد خيرا فتح الله عليه باب العمل وأغلق عنه باب الجدل وإذا أراد بعبد شرا
أغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الجدل.
حدثني سلمة بن غفار عن معروف الكرخي أنه كان يقول عند ذكر السلطان اللهم لا ترنا
وجه من لا تحب النظر اليهم
موسى بن ابراهيم قال حضرت معروفا وعنده رجل يذكر
رجلا وجعل يغتابه وجعل معروف يقول له اذكر القطن إذا وضعوه علي عينيك
علي بن الموفق يقول سمعت ابراهيم
بن الجنيد يقول عن شيخ ذكره قال كان من دعاء معروف لا تجعلنا بين الناس مغرورين ولا
بالستر مفتونين اجعلنا ممن يؤمن بلقائك ويرضى بقضائك ويقنع بعطائك ويخشاك حق خشيتك
وعن عمرو بن موسى قال سمعت معروفا
يقول وعنده رجل يذكر رجلا فجعل يغتابه
فجعل معروف يقول له أذكر القطن إذا وضعوه على عينيك أذكر القطن إذا وضعوه على عينيك
وقال سري سألت معروفا عن الطائعين
لله بأي شيء قدروه على الطاعة لله عز و جل قال بخروج الدنيا من قلوبهم ولو كانت في
قلوبهم ما صحت لهم سجدة
موته
سمعت ابا بكر الزجاج يقول قيل لمعروف الكرخي في علته
أوص فقال إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا فاني أحب أن أخرج من الدنيا عريانا كما دخلت اليها
عريانا.
ابو بكر الخياط قال رأيت كأني
دخلت المقابر فاذا اهل القبور جلوس على قبورهم بين ايديهم الريحان وإذا أنا بمعروف
أبي محفوظ قائما فيما بينهم يذهب ويجئ فقلت أبا محفوظ ما صنع بك ربك أو ليس قدمت قال
بلى ثم أنشأ يقول :
موت التقى حياة لا نفاذ لها
... قد مات قوم وهم في الناس أحياء
·
وتوفي سنة مائتين وقبره ظاهر ببغداد
0 comentarios:
Publicar un comentario