الحمد لله الذي أجرى القضاء
كما شاء ضراً ونفعا، وبث القدر على ما أراد إعطاء ومنعا، لا مثل له ولا شبه فاعلم قطعا،
لا إله إلا هو يسأل ويدعى، خلق الإنسان من نطفة إلى علقة فاعدد سبعا، بينما يرى قطرات
ماء إذا هو يبطش ويسعى، وإذا حركات لسانه تعرب خفضاً ورفعا، ثم قضى بالممات فإذا الأقدار
تدفعه دفعا، ويرى منجل الهلاك يحصد من الأبدان زرعا، ثم جاءت صيحة القيامة فقام كل
الناس صرعى، (وتركنا بَعضَهُم يَومَئذٍ يَموجُ فِي بَعضٍ ونُفِخَ فِي الصُورِ فَجمعناهُم
جَمعا).
·
هو ابن جابر بن الاخنس، الامام الرباني، القدوة، أبو بكر، ويقال:
أبو عبد الله الازدي، البصري . أحد الاعلام.
قال مالك بن دينار للأمراء قراء للأغنياء قراء
وإن محمد بن واسع من قراء الرحمن
مالك بن دينار يقول القراء ثلاثة فقارىء للرحمن
وقارىء للدنيا وقارىء للملوك ويا هؤلاء محمد بن واسع عندي من قراء الرحمن
قال ابن شوذب: لم يكن لمحمد بن واسع
عبادة ظاهرة، وكانت الفتيا إلى غيره، وإذا قيل: من أفضل أهل البصرة؟ قيل:
محمد بن واسع
. قال
الأصمعي: قال سليمان التيمي: ما أحد أحب أن ألقى الله
بمثل صحيفته مثل محمد بن واسع.
وروى معتمر عن أبيه: ما رأيت أحدا قط أخشع من محمد بن واسع.
وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة، غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع. كان كأنه ثكلى. قال
حماد بن زيد
حاله مع الله :
حاله مع الله :
عبدالله بن محمد قال ثنا سلام بن أبي مطيع قال كان محمد بن واسع إذا صلى المغرب
يلتزق بالقبلة يصلي قال فحدثني خياط كان يقرب منه قال كان يقول في دعائه أستغفرك من
كل مقام سوء ومقعد سوء ومدخل سوء ومخرج سوء وعمل سوء وقول سوء ونية سوء أستغفرك منه
فاغفر لي وأتوب إليك منه فتب علي وألقي اليك بالسلام قبل أن يكون لزاما
قال ابن شوذب: قسم أمير البصرة على قرائها، فبعث إلى مالك بن
دينار فأخذ، فقال له ابن واسع: قبلت جوائزهم؟ قال: سل جلسائي. قالوا:
يا أبا بكر اشتري بها رقيقا فأعتقهم. قال: أنشدك الله، أقلبك الساعة على ما
كان عليه؟ قال: اللهم لا، إنما مالك حمار، إنما يعبد الله مثل
محمد بن واسع.
قال الأصمعي: لما صافّ قتيبة بن مسلم للترك، وهاله أمرهم، سأل
عن محمد بن واسع. فقيل: هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه، يبصبص بأصبعه نحو السماء.
قال: تلك الأصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير.
وقيل: اشتكى رجل من ولد محمد بن واسع إليه، فقال
لولده: تستطيل على الناس، وأمك اشتريتها بأربع مائة درهم، وأبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله؟!.
وقيل: إن حوشبا قال لمالك بن دينار: رأيت، كأن مناديا ينادي
الرحيل، الرحيل، فما ارتحل إلا محمد بن واسع. فبكى مالك، وخر مغشيا
عليه.
دعا مالك بن المنذر الوالي محمد بن واسع، فقال: اجلس على القضاء، فأبى.
فعاوده وقال: لتجلسن، أو لأجلدنك ثلاث مائة، قال: إن تفعل، فإنك مسلط، وإن
ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة.
سفيان بن وكيع قال سمعت أبي يقول بلغني أن محمد بن
واسع أريد على القضاء فأبى فعاتبته
إمرأته فقالت لك عيال وأنت محتاج قال ما دمت تريني أصبر على الخل والبقل فلا تطمعي
في هذا مني
قال: ودعاه بعض الأمراء، فأراده على بعض الأمر، فأبى.
فقال: إنك أحمق. قال محمد: ما زلت يقال لي هذا منذ أنا
صغير.
دخل محمد بن واسع على والي البصرة بلال بن أبي بردة وهو يرتدي مدرعة خشنة فقال له بلال : ما يدعوك إلى لبس هذا الكساء الخشن يا أبا عبد الله ؟ تشاغل عنه الشيخ ، ولم يجبه ، فقال له : مالك لا تجيبني يا أبا عبد الله ؟ فقال هذا التابعي الجليل : أكره أن أقول : زاهداً فأزكي نفسي، وأكره أن أقول : فقراً فأشكو ربي ، فقال : يا أبا عبد الله ألك من حاجة فنقضيها لك فقال : أما أنا فمالي من حاجة أسألها أحد من الناس
ورد فى الاثر عن الامام محمد بن واسع انه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص -- فجائه شيطان وقال له يا امام أعاهدك انى لن أوسوس
لك ابدا ولم آتيك ولن أمرك بمعصيه ولكن! بشرط ان لاتدعوا الله
بهذا الدعاء ولا تعلمه لاحد ..فقال له الامام كلا -- ساعلمه لكل من قابلت
وافعل ما شئت
كان يدعوا فيقول
اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم -- اللهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتك
وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك -- وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك
كان يدعوا فيقول
اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم -- اللهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتك
وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك -- وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك
من كلامه
: قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني. قال: أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا
والآخرة. قال: كيف؟ قال: ازهد في الدنيا.
وعنه قال: طوبى لمن وجد عشاء ولم يجد
غداء، ووجد غداء ولم يجد عشاء، والله عنه راض.
قال ابن عيينة، قال ابن
واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس
إلي أحد.
قال جعفر بن سليمان: قال محمد بن واسع: إني
لأغبط رجلا معه دينه، وما معه من الدنيا شيء، وهو راض.
عن يوسف بن عطية عن محمد ابن
واسع قال لقد أدركت رجالا كان الرجل
يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته
ولقد أدركت رجالا يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جانبه
سمعت خليد بن دعلج يذكر عن محمد بن واسع قال من قل طعمه فهم وأفهم وصفا
ورق وإن كثرة الطعام لتثقل صاحبه عن كثير مما يريد
الحارث بن نبهان قال سمعت محمد بن واسع يقول واصاحباه ذهب أصحابي قلت رحمك
الله أبا عبدالله اليس قد نشأ شباب يصومون النهار ويقومون الليل ويجاهدون في سبيل الله
قال بلى ولكن أخ وتفل.. أفسدهم العجب
وقال: ما آسي عن الدنيا إلا على ثلاث: صاحب إذا اعوججت قومني، وصلاة في جماعة
يحمل عني سهوها وأفوز بفضلها، وقوت من الدنيا ليس لاحد فيه منة، ولا لله علي فيه
تبعة
وفاته :
لما ثقل محمد بن واسع كثر الناس
عليه في العيادة قال فدخلت فإذا قوم قيام وآخرون قعود قال فأقبل علي فقال اخبرني ما
يغني هؤلاء عني إذا اخذ بناصيتي وقدمى غدا وألقيت في النار ثم تلا هذه الآية يعرف المجرمون
بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام
قال
جعفر بن سليمان، وخليفة بن خياط: توفي محمد بن واسع سنة ثلاث وعشرين ومائة.
0 comentarios:
Publicar un comentario