الجود والعطاء :
- ضرب رسول الله r أروع الأمثلة في العطاء والإنفاق حتى أتته
النفوس طائعة والقلوب ملبية.
- قال أنس رضي
الله عنه : «ما سئل رسول الله r على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل،
فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه
فقال: يا قوم! أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر..».
- وعَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ،
وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ
يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ،
فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ
الْمُرْسَلَةِ.
-
قال الشاعر :
تراه إذا ما جئته متهللاً * * * كأنك تعطيه الذي أنت
نائلُهْ
هو البحرُ من أيِّ النَّواحي أتيتهُ * * * فَلُجَّتهُ
المعروفُ والجودُ ساحلُهْ
تعوَّدَ بسطَ الكفِّ حتَّى لوَ انَّهُ * * * دعاها لقبضٍ
لم تُجِبْهُ أناملُهْ
ولو لم يكن في كفِّهِ غيرُ نفسهِ * * * لجادَ بها
فليتَّقِ الله سائلُهْ
·
الإحسان إلى الخلق :
وقال رحمه الله
: من رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن
إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره
منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا
والآخرة، فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه.
قواعد العطاء :
·
الإيثار والسخاء :
- أُهْدِيَ إلى
رجل من أصحاب رسول الله r رأس شاة فقال: إن أخي كان أحوج مني إليه، فبعث به إليه. فلم
يزل واحد يبعث به إلى آخر حتى تداوله سبعة أبيات ورجع إلى الأول .
- وهذه مولاة لداود الطائي تخدمه فقالت له: لو طبخت لك دسماً تأكله؟ قال: وددت، فطبخت له
دسماً ثم أتت به فقال لها: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت: على حالهم، قال: اذهبي
بهذا إليهم، فقالت: أنت لم تأكل أدما منذ كذا وكذا، قال: إن هذا إذا أكلوه كان عند
الله مذخوراً، وإذا أكلته كان في الحش .
- عن ميمون بن مهران، أن امرأة ابن عمر عوتبت
فيه، فقيل لها: أما تتلطفين بهذا الشيخ! فقالت: فما أصنع به، لا نصنع له طعاماً إلا دعا
من يأكل معه، فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد
فأطعمتهم وقالت لهم: لا تجلسوا بطريقه، ثم جاء إلى بيته فقال: أرسلوا إلى فلان
وإلى فلان، وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام وقالت: إن دعاكم فلا تأتوه، فقال ابن
عمر رضي الله عنهما: أردتم أن لا أتعشى الليلة، فلم يتعش تلك الليلة.
- اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي نيف وثلاثون نفسا – وكانوا في قرية بقرب الري – ولهم أرغفة
معدودة لم تُشْبع جميعهم، فكسروا الرغفان، وأطفؤوا السراج، وجلسوا للطعام، فلما
رُفع فإذا الطعام بحاله ولم يأكل أحد منه شيئا إيثارا لصاحبه على نفسه.
وما
سخاؤهم إلا لأنهم عودوا أنفسهم الصوم والجوع والحرمان :
سئل سهل التستري: الرجل يأكل في اليوم أكلة؟ قال: أكل
الصديقين، قيل له: فأكلتين ؟ قال: أكل المؤمنين، قيل له فثلاث أكلات ؟ فقال: قل
لأهله يبنوا له معلفا .
·
النفقة مما تحبه النفس :
وكان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه إلى ربه
عز وجل ، وذلك امتثالا لقول الله عز وجل : }لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا
مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ{
وكثير من الناس اليوم إذا بليت ثيابه أو تقطعت نعاله دفع بها إلى
الفقراء وكأنه يتخلص منها!!.
·
الصدقة بطيب نفس :
قال -شيخ الإسلام- الإمام ابن تيمية: ثم ينبغي له أن يأخذ المال بسخاوة نفس
ليُبارك له فيه، ولا يأخذه بإسراف وهلع، بل يكون المال عنده بمنزلة الخلاء الذي
يحتاج إليه من غير أن يكون له في القلب مكانة، والسعي فيه إذا سعى كإصلاح الخلاء.
·
الاجتهاد في قضاء حاجته :
- قال سعيد بن العاصي لابنه: يا بني، ... إذا أتاك الرجل تكاد ترى دمه في وجهه أو
جاءك مخاطراً لا يدري، أتعطيه أم تمنعه؟ فوالله لو خرجت له من جميع مالك ما كافأته
؟
·
أنفق ولو قليلا :
وليس الإنفاق قاصرًا على أصحاب الأموال العظيمة، بل كل
له سهم، ونحن لنا في ذلك سهام بما عندنا من مال وملبس ومأكل.
- فعنه r أنه قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة».
- هذا أبو هريرة يسأل الرسول r بقوله: أي الصدقة أفضل؟ قال r : «جهد المقلِّ، وابدأ بمن تعول».
- وعنه رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله r «سبق درهم مائة ألف درهم». فقال رجل : وكيف
ذاك يا رسول الله ؟ قال: «رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها،
ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به»
·
عدم إحراج الفقراء والإحساس
بمعاناتهم
- وكان عامر بن
عبد الله بن الزبير يتخير العباد وهم سجود، فيأتيهم بالصرة فيها الدنانير
والدراهم، فيضعها عند نعالهم بحيث يحسون بها ولا يشعرون بمكانه، فقيل له: ما يمنعك
أن ترسل بها إليهم؟ فيقول: أكره أن يتمعر وجه أحدهم إذا نظر إلى رسولي أو لقيني .
- وأتى رجل
صديقاً له فدق عليه الباب فقال: ما جاء بك؟ قال : عليَّ أربعمائة درهم
دَيْن، فوزن أربعمائة درهم وأخرجها إليه وعاد يبكي، فقالت امرأته: لم أعطيته إذ شق
عليك ؟ فقال: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله حتى احتاج إلى مفاتحتي .
فضل
الصدقة والعطاء :
·
الصدقة تقربك من الله :
- وقال عبد العزيز بن عمير: الصلاة تبلغك نصف الطريق، والصوم يبلغك باب
المُلْك، والصدقة تدخلك عليه.
قال ابن القيم رحمه الله : وقد دل النقل والعقل والفطرة وتجارب الأمم –
على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها – على أن التقرب إلى الله رب العالمين، وطلب
مرضاته، والبر والإحسان إلى خلقه، من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأضدادها من
أكبر الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله تعالى واستدفعت نقمة بمثل
طاعته والتقرب إليه، والإحسان إلى خلقه.
·
أن الله يخلفها في الدنيا ويبارك
في رزق صاحبها :
- روى عن حَيْوَة بن شريح التجيبي، الفقيه،
المحدث، الزاهد، وهو من رواة الحديث الثقات، كان يأخذ عطاءه في السنة ستين ديناراً، فلا
يفارق ذلك المكان الذي أخذ فيه العطاء حتى يتصدق بها جميعاً، فكان إذا جاء إلى
منزله وجد الستين ديناراً، تحت فراشة، فبلغ ذلك ابن عم له، فتصدق لعطائه جميعا
أراد أن يفعل مثل حيوة، وجاء إلى تحت فراشه فلم يجد شيئاً! فذهب إلى حيوة وقال:
أنا تصدقت بكل عطائي، ولم أجد تحت فراشي شيئاً، فقال له حيوة: أنا أعطيت ربي
يقيناً، وأنت أعطيته تجربة. (سير أعلام النبلاء 11/491.)
** ذكر روايات معروف الكرخي ..**
·
أن الله ينميها ويربيها :
- قال يحيى بن معاذ: ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا الحبة من
الصدقة .
- عن عبد لله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن استطعت أن تجعل كنزك حيث لا يأكله
السوس، ولا تناله اللصوص، فافعل بالصدقة .
- وعنه r أنه قال: «قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم ينفق الله
عليك».
·
الصدقة تعمل عملها في القلوب :
- قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : الصلاة عماد الإسلام، والجهاد سنام العمل،
والصدقة شيء عجيب، والصدقة شيء عجيب، والصدقة شيء عجيب .
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم * * * فطالما استعبدَ
الإنسانَ إحسانُ
وكُنْ على الدّهرِ مِعْوَانًا لذي أملٍ * * * يرجو
نَداكَ فإنّ الحُرَّ مِعْوانُ
من كان للخير منّاعًا فليس له * * * على الحقيقة إخوانٌ
وأخْدانُ
من جاد بالمال مالَ النّاسُ قاطبةً * * *
إليه والمالُ للإنسان فتّانُ
·
الصدقة ترفع البلاء وتطفئ غضب
الرب :
- روي عن الحسن رضي الله عنه مرسلا قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : داووا مرضاكم بالصدقة.صحيح الترغيب والترهيب 1/182.
- قال سالم بن أبي الجعد : خرجت امرأة ومعها صبي لها، فجاء ذئب فاختلس
منها الصبي، فخرجت في أثره، وكان معها رغيف، فعرض لها سائل فأطعمته، فجاء الذئب
بصبيها حتى رده عليها، فهتف هاتف : هذه لقمة بلقمة.
- وكان
علي بن الحسن يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع المساكين في الظلمة ويقول: إن الصدقة في الليل تطفئ غضب الرب .
·
نجاة يوم القيامة :
- وقال عبيد بن
عمير: يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط، وأعطش ما كانوا قط، فمن أطعم
لله أطعمه الله، ومن سقى لله سقاه والله، ومن كسا لله كساه الله.
- وقال r: «الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ
الماء النار»
خاتمة
·
تذكر الموت :
- قالت امرأة
أبي حازم له : هذا الشتاء قد هجم علينا ولابد لنا من الطعام والثياب والحطب، فقال لها
أبو حازم : من هذا كله بد، ولكن لابد لنا من الموت، ثم البعث، ثم الوقوف بين يدي
الله تعالى، ثم الجنة أو النار.
- وقال بكر
الزجاج لمعروف الكرخي في علته : أوصِ فقال: إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا، فإني أحب أن
أخرج من الدنيا عريانا، كما دخلت إليها عريانا .
0 comentarios:
Publicar un comentario