lunes, 18 de septiembre de 2017

تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة

0 comentarios

في باب الزهد أورد المصنف -رحمه الله- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إنْ أُعطِي رضي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ  رواه البخاري.

مطلع الحديث فيه دعاء من النبي بالخيبة والتعاسة :
     
( تعسَ) ومعناها: هلك، دعاءٌ عليه بالخيبة، والهلاك ضد السعادة، شقيَ وهلك وانكب على وجهه، مثلما لو تعثر الشخص وانكب على وجهه، فكلمة تعسَ: دعاءٌ عليه بالهلاك..

    * إن النبي عليه الصلاة والسلام مجاب الدعوة، يدعو على هذا الرجل بالهلاك والشقاء وأن يتعثر وينكب على وجهه، من هو؟ عبد الدينار.
العبادة قائمة على كمال الحب
إن الجشع وحب المال مرض يصاب به المترفون
1.      قلب جامع المال متعلق بمحبوبه ومعشوقه    :

·        وتحبون المال حبا جما .

 سواء كان ديناراً أو ريالاً أو دولاراً أو غير ذلك، بحيث إنه يكون مسخراً لهذا المال يتفانى في جمعه من غير نظر في طرق تحصيله هل هو من الحلال أو من الحرام.

      هو وإن لم يصل للدينار ويسجد، لكنه في الواقع قد عبّد قلبه ونفسه و جوارحه لهذا الدينار، فحياته مسخرة من أجل كسبه، والحلال عنده ما حل باليد بغير نظر في طرق هذا الاكتساب.

  وإن صلى فقلبه مشغول، يصلي وهو يحسب الحسابات ويخطط للصفقات، فمثل هذا يكون عبداً للدينار بهذا الاعتبار، فالعبودية هي عبودية القلب، والحرية هي حرية القلب، فمن كان قلبه مسترَقاً للدينار والدرهم فإنه في حال كما وصف النبي -صلى الله عليه وسلم-  وهي (التعاسة)

هذه هي العبودية عبودية القلب، قلبه مشغول بهذا، فإن صلى فهو لا يفقه ما صلى، ترى حاله من الصلاة إذا صليت بجانبه أحياناً تكاد تقطع صلاتك، وتخرج منها من أجل كثرة انشغاله وحركته، والله المستعان

2.     حياته كلها تدور في فلك محبوبه :

·        فبدل ان تكون محياه ومماته لله فهو يحيى على المال ويموت شهيد المال !!

فأهله لا يعرفونه، جيرانه لا يعرفونه، قراباته لا يعرفونه، المسجد لا يعرفه ...

-  كان يقول أبو الدرداء : اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب .. وهو أن يكون لك في كل واد مال .

3.     يملك عليه المال شعوره وإرادته كلها : (التفاني ووحدة الوجود) [1]
    وقد يصل الأمر ببعض هؤلاء كما صرح به بعضهم أنه لا يستطيع حتى في البيع والشراء فضلاً عن الصدقة أن يدفع لأحد بنقد، وإنما يقول: لا أقوى على نفسي فيشتري أو يبيع عن طريق البطاقة، أو عن طريق الشيكات ويقول: لا أستطيع أن أدفع النقد

·        حتى من يستقرض قرضا أو يستودعه أحد أمانة فإنه يكره أن يردها لدخول هذا المال حيز ملكيته واستحواذه ولو لم يكن ملكه حقيقة .

 - يقول تعالى : زين للناس حب الشهوات ... والقناطير المقنطرة ..

-  وهي أول شهوة حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم أمّته حيث قال صلى الله عليه وسلم : « إن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا ، .. » .

4.       يسخر جل همه في التملك والادخار ثم الاقتار والشح   :
فصاحب الدنيا لا يكل ولا يمل في البحث عن الوسائل والامكانيات واقتناص الفرص ليزيد من ثروته وأملاكه .

     ثم بعد ذلك لا يؤدي حقوق الله -تبارك وتعالى- بهذا المال، فيمنع الزكاة الواجبة والنفقات الواجبة فضلاً عن النفقات المستحبة، لأن المال ينقص بالنفقات وتأكله الزكاة ويصعب على المحب حينها مفارقة محبوبه !!
       سمعت ان هناك اشخاص لايملأ عينهم الا التراب كما قال صلى الله عليه وسلم، فهو لا يكفيه فقط امواله وممتلكاته، بل ينظر ايضاً الى ممتلكات غيره، ويأخذ بالسهر والبحث عن اي مدخل للاستيلاء على هذه الممتلكات، سواء كانت بالطرق قانونية، او بالاحتيال.

      بل حتى انني وجدت أشخاصاً عندما يحسبون ممتلكاتهم، يحسبون معها ماسوف يرثونه عندما يتوفى احد اقاربهم، وتجدهم يحرصون على اموال الميراث ربما اكثر من اموالهم الخاصة ، ويطلبون من صاحبها (الذي لم توافه المنية بعد) ان يزيد من استثماراته وودائعه، ويقلل من مصروفاته وصدقاته، لأنهم يرون ان هذه الاموال ستذهب اليهم بعد وفاة صاحب المال (وماذا لو توفي الوارث قبل الموروث ؟  

·        ولا يهمه لو كان جمع المال من حلال أو حرام أو من استغلال للضعفاء والفقراء .


5.     وإن كان المرء يحب المال ويفنى من أجله فهو يحب كل من يقربه منه ويكره كل من يحول بينه وبين اكتسابه والحفاظ عليه :

      فقد يقطع الأرحام ويقطع ما أمر الله -عز وجل- بصلته ويقارف كل ما لا يليق من أجل تحصيل هذا المال فإنه يكون بهذه الحال عبداً للدينار والدرهم.
     سمعت ورأيت وقرأت عن الكثير من الناس الذين يفعلون المعجزات من اجل المال، فمنهم من يقطع رحمه، ومنهم من يضحي بأصدقائه، ومنهم حتى من يقتل من اجل المال.

     يعيش فقيراً ليموت غنياً، يجمع أموال لتأكلها النيران، يكرهه الناس، يكرهه أولاده، إذا أصابته وعكة، وجاء الطبيب، وقال لهم عرضية ينزعجوا، لماذا عرضية نريده أن يموت ، أقرب الناس له يتمنى موته.

قصة في الجشع على المال :

  خرج عيسى عليه السلام يسيح في الأرض، فصحبه يهودي وكان معه رغيفان ومع عيسى رغيف. فقال له عيسى:" تشاركني في طعامك؟" قال اليهودي: "نعم."
فلما علم اليهودي أن ليس مع عيسى إلا رغيف واحد ندم، ولما قام عيسى عليه السلام ليصلي ذهب اليهودي وأكل رغيفاً، فلما أتم عيسى- عليه السلام- الصلاة قدما طعامهما، فقال عيسى لصاحبه :"أين الرغيف الآخر؟" فقال اليهودي: "ما كان معي إلا رغيفاً واحداً." فأكل عيسى رغيفاً وصاحبه رغيفاً.
ثم انطلق نبي الله عيسى عليه السلام وصاحبه فجاءا إلى شجرة، فقال عيسى لصاحبه: لو أنّا بتنا تحت هذه الشجرة حتى نصبح، فقال: "افعل." فباتا ثم أصبحا منطلقين فلقيا أعمى فقال له عيسى: "أرأيت إن أنا عالجتك حتى يرد الله بصرك فهل تشكره؟" قال الرجل: "نعم." فمس بصره ودعا الله له فأبصر. فقال عيسى لليهودي: "بالذي أراك الأعمى يبصر أما كان معك من رغيف؟ فقال اليهودي: والله ما كان معي إلا رغيفاً واحداً." فسكت عيسى عنه.
فمرا بظباء ترعى فدعا عيسى عليه السلام ظبياً منها فذبحه، ثم أكلا منه، ثم قال عيسى للظبي: "قم بإذن الله فقام." فقال الرجل: "سبحان الله!" فقال عيسى: "بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث؟" فقال: "ما كان إلا رغيفاً واحداً."
فخرجا حتى أتيا قرية عظيمة خربة، وإذا قريب منهما ثلاثة أحجار كبيرة من ذهب فقال عيسى عليه السلام: "واحدة لي، وواحدة لك، واحدة لصاحب الرغيف الثالث." فقال اليهودي: "أنا صاحب الرغيف الثالث أكلته وأنت تصلي." فقال عيسى :" هي لك كلها"، وفارقه.
فأقام الرجل على الأحجار الذهبية يحرسها، وليس معه ما يحملها عليه، فمر به ثلاثة نفر، فقتلوه وأخذوا الذهب.
فقال اثنان منهم لواحد: "انطلق إلى القرية فائتنا بالطعام."
فقال أحد الباقين: "نقتل هذا إذا جاء ونقسم الذهب بيننا؟"
قال الآخر :"نعم."
قال الذي ذهب يشترى الطعام: "أجعل في الطعام سماً فأقتلهما وآخذ الذهب وحدي." ففعل ما أملاه عليه شيطانه، فلما عاد بالطعام المسموم أكلاه بعد أن قتلاه فماتا هما أيضاً بجوار الذهب.
فمر عيسى عليه السلام بعد ذلك وعندما رأى الأربعة صرعى عند الذهب أشار إليهم وإلى الذهب قائلاً لمن معه من الحواريين :"هكذا الدنيا تفعل بأهلها فاحذروها."

العبادة كمال الذل:
إن عبادة المال.. تزيل عن الإنسان صفة أساسية هي كرامته وعزته وإنسانيته..

·        أليس الوقوف على باب الأغنياء مذلة .
إما أن تكون عبداً لله، وإما أن تكون عبداً لعبدٍ لئيم..


   - جاء في الحديث: (من أتى غنياً فتواضع له لغناه، ذهب ثلثا دينه) .

وهناك مجموعة كبيرة من آيات القرآن تتحدث عن عبادة الله التي تعني الخضوع المطلق له، والكفر بالطاغوت وبكل من يريد أن يتجبر في الارض بغير الحق. ولا يكتفي الإسلام بذلك بل يبين الجوانب الخفية من الشرك كاحترام صاحب الجاه لجاهه، وصاحب المال لماله.

فالذي يحترم الاغنياء لاموالهم ، فهذا الاحترام سيجره إلى الخضوع لهم، وبالتالي إلى سيطرة هؤلاء على الناس.

   وفي سورة عبس يذكرنا القرآن الحكيم بهذا الأمر يقول تعالى: عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَآءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى) عَبَس،1-10

فتجد القرآن يؤنبه ويوبّخه على موقفه هذا حيث اتخذ الغنى مقياسا لتقييم الناس..

  -   وفي قصة قارون يحكي القرآن عن الناس الذين كانوا معجبين بقارون، وكان كل واحد منهم يتمنى لو كان يملك مثل ما يملك قارون، واذا بهم حينما خسفت بقارون وبداره الأرض قالوا:
      وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يُبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلآ أَن مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) القَصَص،82

   -  إن احترام الغني لغناه نوع من الشرك، وهكذا كان حال اليهود الذين اعتقدوا أنهم أغنياء وأن الله فقير، لان المستضعفين الذين اتبعوا الانبياء كانوا فقراء..

  وهكذا كان قوم نوح، حينما قالوا لنوح عليه السلام وهو يدعوهم إلى الايمان بالله: وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ) هود،27

فكان اعتراضهم أن الفقراء وضعفاء الحال هم الذين اتبعوه، ولم يتبعه الأغنياء وكبراء القوم.

·        أوليس  سؤال الناس وطلب ما في أيديهم  لجني المال عير أسهل الطرق مذلة وخضوع (اليد العليه خير مناليد السفلى )
·        أوليس القبول بالأعمال المهينة والمشينة مذلة (رعي الخنازير ، وغسل الغائط للعجزة .. )
·        بعضهم مستعد لبيع عرضه وشرفه مقابل المال أليس هذا مذلة (تموت الحرة ولا تأكل بثديها).
·        أليس الاستعداد للتخلي عن الدين والايمان والعبادة مقابل رضى صاحب العمل ورب المنفعة المدية مذلة .
العبادة كمال الخوف :

فهو يخاف عليه البوائق، ويخاف عليه التحول من يده إلى يد غيره.

  عندما نرى الوضع النفسي والصحي لهؤلاء الاشخاص، تجدهم غالباً قلقون، لا يستطيعون النوم بهدوء، وتجده يحاول تفسير كل كلمة قلتها او لم تقلها، وتجد لديهم الاستعداد الكامل للعراك معك على اتفه الاسباب، وتجد انه دائماً حذر ومضطرب، ولا يجد من يثق به، حتى زوجته واولاده، وينظر دائماً الى الناس بنظرة الشك والريبة.
قال (والقطيفة) كما في الرواية الأخرى  (تعس عبد القطيفة) وهي الثوب الذي قد أخمل

   -  بمعنى أن هذه القطيفة كما قال القرطبي -رحمه الله-: من الناس من ترتبط همته وترتفع بثوب يلبسه أو بمركب يركبه...

 -  فالمرأة -مثلاً- حينما تستعبدها الأزياء، ويتعلق قلبها بها، وتبقى مشغولة تتبع آخر الصيحات والموضات، وما أنتجته دور الأزياء العالمية، وتقتني الكتلوجات وحياتها مسخرة في هذا، وفي كل مرة إذا لبست شيئاً فإنها لا تعود إلى لبسه مرة ثانية؛ لأن الناس قد رأوه عليها، فما عندها من أموال، ما عندها من أوقات، ما عندها من تفكير، ما عندها من اشتغال، من ذكاء كل ذلك مختزل جميع الاهتمامات في هذه الحياة بالأزياء.
المقصود أنه حينما تكون القلوب معلقة بهذه الأمور يسخر الإنسان جهوده وأمواله من أجل هذا، ماذا تكون هذه المرأة؟ كل مدة قصيرة تخرج هذا القميص أو الفستان وتنظر إليه، معجبة به، فتلبسه تارة وتنظر في المرآة ثم تخلعه وهكذا، هذه حياة؟!...

·        نحن اليوم عبيد للباس لأن المظهر هو الذي بات يشكل هويتنا ويحكم على أعماقنا ويختلس شخصيتنا الحقيقة ليظهر للناس مسخا آخر عنا لا نعرف من هو ولا إلى أي عالم ينتمي.

·        نحن اليوم نلبس للناس ونزخرف للناس ونظهر للناس ونجتهد في كل شيء خاصة في إخفاء حقيقتنا عبر أكوام مكومة من القماش والقطع الملونة.

وما دام هكذا فاللباس هو صنمنا الذي نتزلف به ونحتمي خلفه ونجله لأنه يحمينا ، من أنفسنا ويحمينا من الناس.

هذه الأشياء ليست للحصر

    هذه الأشياء ليست للحصر، القطيفة، والخميصة، والدينار والدرهم إنما هي على سبيل التمثيل، ولك أن تقول: تعس عبد السيارة، تعس عبد العقار، تعس عبد الملاهي، تعس عبد الصور الذي يتعلق بالصور الجميلة، سواء الرجال أو النساء.

    -  وفي أحاديث أخرى تؤيد هذا المعنى:
(تعس عبد البطن )
(تعس عبد الفرج )

ثقاة الاستهلاك والفردوس الأرضي.[2]
     إن «ثقافة الاستهلاك» ثقافة إتكالية انهزامية تبتلع الثروة وتفقد الحس بقيمة الأشياء وتجعل المرء ينشغل بالمظهر عن الجوهر عندما يصير الإنفاق على الكماليات هدفا ورسالة ومظهرا اجتماعيا يبذل فيه الغالي والنفيس. بل ربما تصل هذه الثقافة إلى حد الهوس أو المرض أو تدفع صاحبها لأن يمد يده إلى الحرام ليشبع نهمته ويرضي غريزته. وكما يقول (هارتلى جراتان): "المستهلك مخلوق معَقَّد يعيش في عالم معَقَّد".

       كما يرى المحللون أن استهلاك الأشياء بات أسهل وأقرب، وأن الاستهلاك المفرط يخمد العقل ويفقده القدرة على التفاعل والتفكير والتحليل، حيث يتعامل الذهن مع صنوف المنتجات باستسلام.

      لسنا في حاجة لأن ندلل على أن الإسلام اعتبر الاستهلاك وسيلة وليس غاية، وإنما وقفت الشريعة الغراء موقف الخصم مع الاستهلاك المذموم المعني بالكماليات والإغراق في الملذات حتى صار الغاية والهدف، خاصة وأن جشع الإنسان لا يرتوي.
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله: "وأما المطاعم والمشارب والملابس والمناكح فهي داخلة فيما يقيم الأبدان ويحفظها من الفساد والهلاك وفيما يعود ببقاء النوع الإنساني ليتم بذلك قوام الأجساد وحفظ النوع فيتحمل الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض ويقوى على حملها وأداءها، ويتمكن من شكر مولي الأنعام ومسديه".

      هذه القيم الناصعة كفيلة بأن تقضي على أزمات العصر التي أحدثها العالم الاستهلاكي الأجوف من تآكل للموارد الطبيعية وارتفاع معدلات التلوث البيئي ومشاكل التخلص من النفايات. هذا فضلا عن تبدل القيم الاجتماعية وإزاحة الفضائل أمام طوفان الغرائز، وما يتبعه ذلك من أمراض عضوية ونفسية.

 -  قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية) [رواه مسلم] ..

-  قال ابن الأثير: "يعني شبع الواحد قوت الاثنين، وشبع الاثنين قوت الأربعة، وشبع الأربعة قوت الثمانية". ومنه قول عمر –رضي الله عنه- عام الرمادة: "لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيت مثل عددهم، فإن الرجل لا يهلك على نصف بطنه".
وقال أيضا الفاروق عمر -رضي الله عنه-: "إياكم والبطنة في الطعام والشراب؛ فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، ومكسلة عن الصلاة".

·        نحن نعيش عبيدا تحت تأثير الأسياد المنتجين ولا حرية إلا في العبودية لله.
   إن الكهنة الجدد في معبدنا المعاصر هم شركات الانتاج والدعاية والتسويق، والذين يطلقون البخور ويسحرون العيون ويسرقون الألباب من أجل لفت انتباهك والاستحواذ على مشاعرك وسرقة قناعاتك لتشتري: السامسونج 5 ثم 6 ثم 7 إلى  ما لا نهاية.. فأنت وأنا مثلك، كاملو الحرية والإرادة في أن نختار ما يريدون لنا أن نختاره ، يعني نحن أحرار في أن نختار ما نشاء لكن داخل المعبد الحديث (الانسان أمام الآلة يصنعها) . أو معبد ما بعد الحداثة حيث لا وجود للإنسان إلى من خلف الآلة تقوده وتسيره.

·        نحن مخدرون تحت تأثير ثقافة الاستهلاك. وشركات الموضى هي التي تحدد ما تريد لنا لاما نريده نحن منها. أي هي التي تصنع خياراتنا وقراراتنا.
·        كم من الملابس المكدسة في بيوتنا لا نستعملها ولا نستطيع إعطاءها لأن قلوبنا تعلقت بها أيما تعلق؟!!
·        هل كان للمسلمين الأوائل ستون سروالا وسبعن قميصا فلذلك كانوا يرفلون في حلل السعادة .

 طقمه جديد ومكوي، لا يصلي من أجل كويته، من أجل الحفاظ على أناقته قام وترك الصلاة، الآن أريد الوضوء وأرفع أكمامي، كله مكوي ومرتب، وأبلل ملابسي بالماء، ولا أجد منشفة، وأريد محارم وأركع وأسجد، والبنطال مكوي درجة أولى، هذا عبد الخميصة.
إن أُعطي رضي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ

أي كل شيء عنده قابل للمساومة وفق خريطة العرض والطلب وكل شيء قابل للبيع والشراء
الارض والوطن ، العرض والشرف ، الذمم والمبادئ ،
فمن أعطاه ثمنا مناسبا فيها رضي ومن لم يعطه مبلغا مناسبا لم يرض .


فكم من واحد يحمد الله وينوي الاستقامة حينما يرزق مالا أو يكاد غير أن أول ما يفعله عند الاستحواذ عليه هو طمسه وتكديسه

·     فأكرمه ونعمه فيقول ...

     بمعنى: أن الرضا عنده والسخط ليس متعلقاً بمحابّ الله -عز وجل- ومساخطه، ليس متعلقاً بانتصار الإسلام، وظهور الدين على سائر الأديان أو نحو ذلك، إنما ذلك مرتبط عنده بالأخذ والمنع.

·        فحياته كله متعلقة بمعبوداته المادية عليها يدور فلك الرضى والسخط ، لا على المبادئ والقيم وإنما على المصالح .
·        ومن الناس من يعبد الله على حرف .

   -  وُجد طائفة يقال لها: المؤلفة قلوبهم، وهؤلاء من غير المسلمين مَن يُتألفون على الإسلام، إما استجلاباً، وإما دفعاً لشرهم، وقد يعطى بعض ضعفاء الإيمان ممن يرف قلبه لهذه العطايا، ويتعلق بها ويتشوف إليها، ولهذا لما أعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- كبراء المشركين وحدثاء العهد بالإسلام من كبراء قريش، وغيرهم من مسلمة الفتح، أعطى أبا سفيان مائة من الإبل، وأعطى معاوية مائة من الإبل، وأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وعيينة بن حصن مائة من الإبل، وأعطى العباس بن مرداس أقل من هذا فقال:  

أتجعلُ نهبي ونهب العُبيد  ***  بين عُيينةَ والأقرعِ
    وما كنتُ دون امرئٍ منهما  ***  ومَن تضعِ اليوم لا يُرفعِ
     فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقطعوا عني لسانه)  فكملوا له المائة.

     فهؤلاء الذين لم تتشرب نفوسهم الإيمان تتعلق قلوبهم بهذه العطايا، ولذلك لما حسن إسلام هؤلاء ما كانوا بهذه المثابة، فلما رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الفتح قالوا: إن محمداً -صلى الله عليه وسلم- يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. 
إرضاء الناس بالمال وشراء الذمم :
 ومن هنا يدخل البعض ويسعون إلى شراء الضمائر والذمم بالمال، ويزيدون في المال حتى يَرضى أو يُذعن من يريدون شراءه. ويعتقدون أن بالإمكان شراء جميع الناس بالمال، حتى المتدينين منهم، ولكن قد تتفاوت التعرفة بين شخص وآخر. فهناك من تشتريه بجراب أو حذاء، وهناك من تشتريه بمليون دولار أو أكثر. إنهم يشترون الجميع، كلاً بثمنه!

قد لا تستطيع أن تحرك الناس بالدين، فتلجأ إلى تحريكهم بالمال، أو بحافز المال، أو تزيد كفة الدين عندهم بالمال من عندك من أجل تحريكهم.

·        طُرح في تراثنا منذ زمن طويل هذا السؤال: ما بال العلماء نجدهم على أبواب الأمراء، ولا نجد الأمراء على أبواب العلماء؟ فقال الدهاة من العلماء: لأن العلماء عرفوا قدر المال، والأمراء لم يعرفوا قدر العلم!

قليلون جدًا، حتى العلماء، الذين يضحّون بالمال من أجل الدين. إنهم يضحّون بالدين من أجل المال، وقد يحاولون التلاعب بالدين، لكي يظهروا بمظهر المتدين التقي الورع حتى في حال الانحراف! إنهم لا يحبّون أن يعترفوا بمعاصيهم!
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  
 -  قال بعض العلماء: أكثر الناس يعبدون المال، والدين على ألسنتهم لغو! فإذا تعارض الدين والمال عندهم سرعان ما يرجّحون كفّة المال على كفّة الدين! وإن زعموا غير ذلك. هؤلاء هم الذين يرجّحون كذلك المصلحة على النص، والاستحسان على القياس، والحيل والخزعبلات على المقاصد والمآلات!


   Toda persona que coloca sus propios deseos sobre obedecer a su Señor sobrepasa los límites de la ‘Ubudiyyah (servidumbre a Allah) y está desviado del Camino Correcto.
   Por eso el Profeta (la paz y las bendiciones de Allah desciendan sobre él) dijo: “Perdido está el esclavo del dinar, perdido está el esclavo del dirham, perdido está el esclavo de las ropas delicadas y perdido está el esclavo del terciopelo. Si se le entrega algo, está complacido, pero si se le niega, se enfurece. ¡Está perdido!”
La esclavitud hacia Allah incluye e implica amor, temor y esperanza. El esclavo ama a su Señor, teme Su castigo y espera Su Misericordia y recompensa. Éstos son los tres pilares de la ‘Ubudiyyah o esclavitud.
La esclavitud hacia Allah es un honor, no una razón de humillació
 En el Hadîz se denomina a la persona siervo o esclavo del Dinar o el Dirham debido a que este dinero es la causa de las obras de tal persona, y todo aquel que obre a causa de otro que Allah  , lo habrá transformado en un asociado junto a Él.
 El servicio y la esclavitud se encuentran, en realidad, en el corazón, donde tiene lugar el sentimiento de la devoción y sumisión.  

    Las  cosas indispensables para la vida del creyente, como alimentos, matrimonio, vivienda, etc. Estas cosas deben ser solicitadas a Allah   anhelando de Él la concesión y la respuesta. Utilizándolas de acuerdo con las necesidades, pero sin devenir esclavo de ellas.

   Ahora sí, hablando de laesclavitud deldinero, tengo que decir que siendo el dinero, uno de los  bienes más preciado, más codiciado ymás deseado por el ser humano, la esclavitud hace su aparición porque en su consecución nos hacemos esclavos si ello nos permite alcanzar el fin que nuestra codicia reclama.



[1]  كما يسميها المسيري: بوحدة الوجود المادي
[2]  الفردوس الأرضي كتاب للمسيري يفضح فيه بعمق وتجربة فلسفة الغرب الاستهلاكية القائمة على الدوران في فلك الأشياء والماديات على أساس ان (الانسان الطبيعي) هو بن المادة ولا ضرورة لوجوده إلا لأن يطحن في دوامتها ويحوم حولها . فهو منها وإليها . وهو إنسان دارون الخالي من أي جوهر خارج عن الطبيعة والمادة التي تطور منها عبر طفرة عشوائية غبية يقتسمه جزءا منها مع القردة !! وهو إنسان ماركس الذي لا تحركه إلا الدوافع المادية والاقتصادية وهي التي تصنع أخلاقه ودينه وقيمه !! وهو إنسان فرويد الذي تملي عليه غريزته الجنسية حب البقاء والتفاعل والتواصل وإنشاء العلاقات والحركة في الحياة !! وهو إنسان الروسي بافلوف الذي قاسع على الكلاب التي تلهث وفقا لشروط مقيدة مضبوطة حتمية ... بخلاف (الإنسان التاريخي ) إنسان الاستخلاف والروح والوجود .

0 comentarios:

Publicar un comentario