viernes, 30 de mayo de 2014

عبد الله بن مسعود

0 comentarios
نسب عبد الله بن مسعود :
قلت : رآه سعيد لما قدم المدينة عام توفي سنة اثنتين وثلاثين وكان يعرف أيضا بأمه ، فيقال لهابن أم عبد . 
عبد الله بن مسعود هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة.
 وقد هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله ، وهو الذي أجهز على أبي جهل.
      -  وروى الأعمش ، عن إبراهيم قال : كان عبد الله لطيفا ، فطنا . 

      -  و كان معدودا في أذكياء العلماء . 
وصفه ومكانته :
 -  عن نويفع مولى ابن مسعود ، قال : كان عبد الله من أجود الناس ثوبا أبيض ، وأطيب الناس ريحا
 كان  قصيرًا جدًّا، طوله نحو ذراع، خفيف اللحم، دقيق الرجلين. وكانت قدمه تتعرى إذا صعد النخل لجلب التمر لرسول الله، ومرة ضحك الصحابة لدقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة مِن جبل أُحُد 
اسلامه رضي الله عنه :
·        يقال: إن عبد الله بن مسعود  سادس من أسلم.
أول معرفته بالرسول عليه الصلاة والسلام :
-  عن زيد بن وهب قالقال عبد الله : إن أول شيء علمته من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قدمت مكة مع عمومة لي أو أناس من قومي ، نبتاع منها متاعا ، وكان في بغيتنا شراء عطر ، فأرشدونا على العباس ، فانتهينا إليه ، وهو جالس إلى زمزم ، فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده ، إذ أقبل رجل من باب الصفا ، أبيض ، تعلوه حمرة ، له وفرة جعدة ، إلى أنصاف أذنيه ، أشم ، أقنى ، أذلف ، أدعج العينين ، براق الثنايا ، دقيق المسربة ، شثن الكفين والقدمين ، كث اللحية ، عليه ثوبان أبيضان ، كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه ، مراهق أو محتلم ، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر ، فاستلم ، ثم استلم الغلام ، واستلمت المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا ، وهما يطوفان معه ، ثم استقبل الركن ، فرفع يده وكبر ، وقام ثم ركع ، ثم سجد ثم قام . فرأينا شيئا أنكرناه ، لم نكن نعرفه بمكة . 
فأقبلنا على العباس ، فقلنا : يا أبا الفضل ، إن هذا الدين حدث فيكم ، أو أمر لم نكن نعرفه ؟ قال : أجل والله ما تعرفون هذا ، هذا ابن أخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته ، أما والله ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة . [ص[1]
قصة اسلامه رضي الله عنه :
  -  قال ابن مسعود: كنت أرعى غنم عقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله وأبو بكر فقال: "يا غلام هل من لبن؟" قلت: "نعم ولكن مؤتمن". قال: "فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟" (أي لا تدر لبنا) فأتيته بشاة فمسح درعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقاه أبو بكر قال للضرع: "أقلص" (أي إنضم وأمسك عن إنزال اللبن) فقلص قال ابن مسعود: ثم أتيته بعد هذا ثم اتفقا فقلت: "يا رسول الله علمني من هذا القول" فمسح رأسي وقال: "يرحمك الله إنك غلام معلم" فأخذت من فيه (فمه) سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
جهره بالقرآن
اجتمع يوماً أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجلٌ يسمعهم؟ فقال عبد الله بن مسعود‏:‏ أنا،‏ فقالوا‏:‏ إنّا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه‏!‏ فقال‏:‏ دعوني، فإن ّالله سيمنعني‏،‏ فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام، فقال رافعاً صوته‏:‏ ‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن علم القرآن‏"‏، فإستقبلها فقرأ بها، فتأملوا فجعلوا يقولون‏:‏ هذا الذي خشينا عليك‏!‏ فقال‏:‏ ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟ قالوا‏:‏ حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون‏
مكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم :
ما كاد ابن مسعود يعلن إسلامه حتي بدأ عهدا مع نفسه وهو القرب من رسول الله
-  ومن حديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: "قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ فَمَكَثْنَا حِينًا ومَا نَرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ"[2]
      - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَحَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ .[3]

    -  وكان النبي يحبه ويقربه منه، ويدنيه ويقول له: إذنك عليَّ أن يرفع الحجاب، وأن تستمع سوادي (أسراري) حتى أنهاك)[4]

فسمي عبد الله بن مسعود منذ ذلك اليوم بصاحب السواد والسواك، وقد بشره رسول الله  بالجنة،

 -  وكان يقول عنه: لو كنت مؤمرًا أحدًا (أي مستخلفًا أحدًا) من غير مشورة منهم لأمرت (أي استخلفت) عليهم ابن أم عبد.
[5]
  -  وقال : (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) .[6]

  -  وروي عنه أنه قال: (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد) .[7]
خذمته للنبي عليه الصلاة والسلام وملازمته :
   - وقال القاسم بن عبد الرحمن: كان ابن مسعود يلبس رسول الله – نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتي إذا أتي مجلسه نزع نعليه فأدخلها في ذراعيه وأعطاه العصا – فإذا أراد رسول الله أن يقوم إلي نعليه ثم مشي بالعصا أمامه حتي يدخل الحجرة قبل رسول الله – وكان يوقظ رسول الله إذا نام ويستره إذا اغتسل وكان صاحب سواكه ووسادته ونعليه.
   -  قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ". فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَجَلْ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
وهذا ما أهله للمكانة العلمية وتمكنه من القران الكريم :

وقد علل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه تلك المنـزلة التي تبوأها ابن مسعود، بأنه كان يسمع حين لا يتيسر لهم السماع، ويدخل حين لا يؤذن لهم بالدخول، الأمر الذي جعله أوفر حظاً في الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعظم نصيباً من الاغتراف من نبع النبوة الفياض.

علم ابن مسعود بالقرآن الكريم :
 -  في الحديث :  من سره ان يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقراه على قراءة ابن أم عبد  الرسول الكريم.

-  من حديث عبد الله بن عمرو إنه قال لما ذكر عنده ابن مسعود فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله يقول (استقرئوا القرآن من أربعة – ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل) [8]
·        أخذ ابن مسعود من في رسول الله سبعين سورة، وكان كثير الشغف بالقرآن حتى عرف بأنه أول من جهر بالقرآن بمكة. وقال : (من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد).
  -  وقال عمر- رضي الله عنه -: كُنَيْفٌ (وعاء) مُلِىءَ عِلْماً

  - عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ  عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو  فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: "اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -فَبَدَأَ بِهِ- وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ".
 -     لقد كان رضي الله عنه حريصاً كل الحرص على فهم كتاب الله، والوقوف على معانيه، وكان فوق ذلك على دراية بأسباب نزول الآيات؛
       * دل على هذا ما رواه مسروق، قال: قال عبد الله: (والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته) [9]

      *  وقال أيضاً: والله لقد أخذت مِنْ فِيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعاً وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم - أني مِنْ أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم.[10]

   - وجاء رجل من أهل الكوفة إلى عمر في موسم الحج، فقال له: يا أمير المؤمنين، جئتك من الكوفة، وتركت بها رجلاً يحكى المصحف عن ظهر قلب. فقال عمر: ويحك؛ ومن هو؟ فقال الرجل: هو عبد الله بن مسعود. فقال عمر: والله، ما أعلم من الناس أحدًا هو أحق بذلك منه.

رسول الله يستمع منه :
   - روى مسلم عن عبد الله بن مسعود أنه قال:  قال لي رسول الله http://www.elahmad.com/sahaba/salla.gif :"اقرأ علي القرآنقلت:"يا رسول الله, أقرأ عليك وعليك أُنزل؟قال:"إني أشتهي أن أسمعه من غيريفقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت:"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" [ النساء: 41فقال:"حسبك"(أي كفىفالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

عبادته وورعه رضي الله عنه :
ولم يكن عبد الله بن مسعود عالما فحسب بل كان مع العلم العبادة فهو القائل القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن وهو القائل ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية.
·         ولم يكن عبد الله بن مسعود صاحب علم وفضل فحسب، بل كان صاحب عمل؛ فعنه رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن). [11]

-  لقد قال فيه علي : (لقد قرأ القرآن فأحل حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة).
                  - وقال رضي الله عنه : ما دمت تذكر الله فأنت في صلاة وإن كنت في السوق

    ومن تواضعه أنه خرج ذات يوم فأتبعه ناس, فقال له : ألكم حاجة؟  فقالوا: لا, ولكننا نريد أن نسير معك، فقال لهم: ارجعوا فإن ذلك ذلة للتابع وفتنة للمتبوع.

 - وقد روى قيس بن جبيـر عنه قال عبد الله: حبذا"أي نِعْمَالمكروهان الموت والفقر و أيم الله إن هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بأيهما بليت إن حق الله في كل واحد منهما واجب وإن كان الغني إن فيه للعطف على المساكين وإن كان الفقر إن فيه للصبر.

    * ومن أقواله : - مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكْرَمَ دِينُهُ فَلاَ يَدْخُلْ عَلَى السُّلْطَانِ، وَلاَ يَخْلُوَنَّ بِالنِّسْوَانِ، وَلاَ يُخَاصِمَنَّ أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ.

-  يقول ابن مسعود : ( قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك ، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها ، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر ، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات ، وإذا هم قد حفروا له ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه ، والرسول يقول : أدنيا إلي أخاكما فدلياه إليه ، فلما هيأه للحده قال : اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة.


  -  سرقَ اَحدهُم حذاَء عبد الله بن مسعود رضي الله عنه  فقاَل : اللهِم أن كآن محتاجاً فبآرك لهِ فيمآ أخذْ وأنْ لمْ يكن محتاجاً فَ أِجعل هذا آخر ذنبِ يُذنبهْ -

ورعه في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفا من الزلل :
 - كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا يقول عمرو بن ميمون :( اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة ، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه : قال رسول الله ، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه ، ثم قال مستدركا : قريبا من هذا قال الرسـول )
       * ويقول علقمـة بن قيـس :( كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا ، فما سمعته في عشية منها يقول : قال رسول الله غير مرة واحدة ، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا ، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع).
       * وكان يقول : -  من كان عنده علم فليقل به ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن الله قال لنبيه {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}".

-  وهو صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حسن الصوت حين يتلو القرآن. وكان إذا هدأت العيون قام فسمع له دويٌ كدوي النحل.
   -  وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "حَافِظُوا عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّهِ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ بَيِّنُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَلَهُ مَسْجِدٌ فِي بَيْتِهِ، وَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَكَفَرْتُمْ".            
وكان مستجاب الدعوة، فروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله - رضي الله عنه -: أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَدْعُو، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَدْعُو، فَقَالَ: "سَلْ تُعْطَهْ"، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَعْلَى غُرَفِ الْجَنَّةِ، جَنَّةِ الْخُلْدِ.

شجاعته وثباته
·        في بدر

   -  جثا عبد الله يوم بدر علي صدر أبي جهل بعد أن أثبته ابنا عفراء فقال رسول الله من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه إبنا عفراء غير أنه لم يمت فقال له أنت أبو جهل ؟ ثم حز رأسه وأعلم رسول الله الخبر فحمد الله تعالى.

·        في حنين

   -  قال ابن عباس:  ما بقي مع رسول الله يوم أحد إلا أربعة: أحدهم ابن مسعود.


-  عَنِ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ. قَالَ: فَوَلَّى عَنْهُ النَّاسُ، وَثَبَتَ مَعَهُ ثَمَانُونَ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَنَكَصْنَا عَلَى أَقْدَامِنَا نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ قَدَمًا وَلَمْ نُوَلِّهِمْ الدُّبُرَ، وَهُمْ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ  عَلَيْهِمْ السَّكِينَةَ. قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ عَلَى بَغْلَتِهِ يَمْضِي قُدُمًا، فَحَادَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ فَمَالَ عَنِ السَّرْجِ، فَقُلْتُ لَهُ: ارْتَفِعْ، رَفَعَكَ اللَّهُ. فَقَالَ: "نَاوِلْنِي كَفًّا مِنْ تُرَابٍ"، فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ فَامْتَلأَتْ أَعْيُنُهُمْ تُرَابًا، ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ؟" قُلْتُ: هُمْ أُولاَءِ. قَالَ: "اهْتِفْ بِهِمْ". فَهَتَفْتُ بِهِمْ، فَجَاءُوا وَسُيُوفُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ كَأَنَّهَا الشُّهُبُ، وَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ أَدْبَارَهُمْ.
في خلافة عمر :
     سيَّره عمر بن الخطاب  إلى الكوفة، وكتب إلى أهل الكوفة: إني قد بعثت عمار بن ياسر  أميرًا، وعبد الله بن مسعود  معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله من أهل بدر؛ فاقتدوا بهما وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله  على نفسي.
   ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة ، وقال لأهلها حين أرسله إليهم :( إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي ، فخذوا منه وتعلموا )  ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله  حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة :( أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه )  ولكنه أجاب :( إن له علي الطاعة ، وإنها ستكون أمور وفتن ، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها ) .

مرضه رضي الله عنه ووفاته :
-  قال أنس بن مالك : دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه ، فقلنا :( كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن ؟) قال :( أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا ) قلنا :( كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن ؟) قال :( إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان ) قلنا له:( ما تشتكي أبا عبد الرحمن ؟) قال :( أشتكي ذنوبي و خطايايَ ) قلنا :( ما تشتهي شيئاً ؟) قال :( أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه ) قلنا :( ألا ندعو لك طبيباً ؟) قال :( الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون) .

- لقي رجل ابن مسعود فقال : لا تعدم حالِماً مذكّراً :( رأيتُكَ البارحة ، ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع ، وأنتَ دونه وهو يقول :( يابن مسعود هلُمّ إليّ ، فلقد جُفيتَ بعدي ) فقال عبد الله :( آللّهِ أنتَ رأيتَهُ ؟) قال :( نعم ) قال :( فعزمتُ أن تخرج من المدينة حتى تصلي عليّ )  فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل الصلاة عليه

-  تُوُفِّي عبد الله بن مسعود  سنة 32هـ بالمدينة، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان بن عفان ، وكان عمره يوم توفِّي بضعًا وستين سنة.
 [1] الحائل: أي التي لم تَحْمِلْ.
 [2] الحموشة: دقة الساقين.




 [1]  قال ابن شيبة لا نعلم روى هذا إلا بشر الخصاف وهو رجل صالح . / سيرة اعلام النبلاء
[2]  روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
[3]   مسند الإمام أحمد بن حنبل رقم الحديث: 1219 (حديث مرفوع) 
[4]   مسلم .
[5]  الترمذي
[6]  الترمذي
[7]  الحاكم
[8] الشيخان في صحيحيهما والترمذي
[9]  رواه مسلم
[10]  صحيح البخاري وصحيح مسلم.
[11]  رواه الطبري وغيره،

0 comentarios:

Publicar un comentario