viernes, 29 de agosto de 2014

السمت الحسن

0 comentarios

عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة" رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، رواه الإمام أحمد ومالك وأبو داود بنحوه.

 وروى الضياء عن أنس هذا اللفظ: "السمت الحسن جزء من خمسة وسبعين جزءا من النبوة" وصححه السيوطي. 

تعريف حسن السمت
المعنى اللغوي :

   السَّمْتُ الطريقُ، وهَيْئَةُ أهل الخَيْرِ، والسَّيْرُ على الطريقِ بالظَّنِّ، وحُسْنُ النَّحْوِ، وقَصْدُ الشيءِ. سَمَتَ يَسْمِتُ ويَسْمُتُ  القاموس المحيط.

   -وعرفه الحافظ ابْنُ حَجَر تعريفاً جامعاً فقال:ٍ أَنَّهُ تَحَرِّي طُرُقِ الْخَيْرِ وَالتَّزَيِّ بِزِيِّ الصَّالِحِينَ مَعَ التَّنَزُّهِ عَنْ الْمَعَائِبِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ

   -وقال المناوي رحمه الله:(والسمت الحسن) أي حسن الهيئة والمنظر وأصل السمت الطريق ثم استعير للزي الحسن والهيئة المثلى في الملبس وغيره
·        السمت معناه لغة القصد والطريق القويم والهيئة الحسنة.

-  حسن السمت اصطلاحًا: هو حسن المظهر الخارجي للإنسان من طريقة الحديث والصمت، والحركة والسكون والدخول  والخروج والسيرة العملية في الناس بحيث يستطيع من يراه أو يسمعه أن ينسبه لأهل الخير والصلاح والديانة والفلاح.

مظهر المسلم وسمته يجب أن يعبر عن مبادئه وإيمانه :

 -  قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاس نائمون، وبنهاره إذا النّاس يفطرون، وبحزنه إذا النّاس يفرحون، وببكائه إذا النّاس يضحكون، وبصمته إذا النّاس يخلطون، وبخشوعه إذا النّاس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكّيتا، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا، ولا غافلا، ولا صخّابا، ولا صيّاحا، ولا حديدا. [حلية الأولياء (1/ 130) ] .
                                                                                                                      
 -  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خصلتان لا تجتمعان في منافق : حسن سمت ، و لا فقه في الدين " . رواه الترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة

o       فالعمل والمظهر هما وجهان لعملة واحدة وهي حسن السمت , وهما مقترنان لا يفترقان أبدًا

ممن نأخذ السمت والأدب

من النبي عليه الصلاة والسلام وجناع أخلاقه .
   من السهل أن تكون حسن السمت , باتباعك لكلام النبي وهديه وسننه في الطعام والشراب وركوب الدابة والسفر والجماع والتعامل مع الناس واللباس والكلام والمظهر الخارجي , كل هذا سيؤدي بك إلى أن تكون حسن السمت ... 

من ورثته من بعده من الصحابة ، التابعين ، والعلماء..-

قال البدر العينيّ صاحب عمدة القاري على صحيح البخاريّ- رحمه اللّه تعالى-: ينبغي للنّاس الاقتداء بأهل الفضل والصّلاح في جميع أحوالهم في هيئتهم وتواضعهم للخلق ورحمتهم وإنصافهم من أنفسهم وفي مأكلهم ومشربهم واقتصادهم في أمورهم تبرّكا بذلك . [عمدة القاري شرح صحيح البخاري (22/ 154) ] .

-    قالت عائشة - رضي الله عنها -:  ما رأيت أحدًا أشبه سمتًا وهديًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قيامها -وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.1-

 -  قال حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما: إنّ أشبه النّاس دلّا وسمتا وهديا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لابن أمّ عبد ، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا [البخاري- الفتح 10 (6097) ] .

حرص الناس على تعلم السمت والأدب من العلماء :

  -  قال إبراهيم النّخعيّ- رحمه اللّه تعالى: كانوا إذا أتوا الرّجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثمّ يأخذون عنه. [الآداب الشرعية (2/ 149) ] .


  -   وأيضًا قال الأعمش - رحمه الله تعالى -: (كانوا يتعلمون من الفقيه كل شيء حتى لباسه ونعليه).


 -   وقال ابن الجوزي - رحمه الله -: (قد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته وهديه، لا لاقتباس علمه، وذلك أن ثمرة علمه هديُه وسمته).

-   قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه تعالى-: كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشّعه ولسانه وبصره ويده. [شعب الإيمان (8/ 427).

v    الإمام مال بن أنس  :

-   قال مالك لفتى من قريش: "يا ابن أخي، تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم"
                                                    
 -  وقال ابن وهب: "الذي تعلمنا من أدب مالك أكثر مما تعلمناه من علمه" وقد تعلموا منه علمًا كثيرًا.

 -  وقال يحيى بن يحيى التميمي: "أقمت عند مالك بن أنس بعد كمال سماعي منه سنة أتعلم هيئته وشمائله، فإنها شمائل الصحابة والتابعين"

             * وكان الإمام مالك يعتني بمظهره، فكان يعنى بأثاث منزله وبملبسه، فيلبس أجود الثياب، ويعنى بنظافتها وتنسيقها، وقد أوتي بسطة في الجسم، فكان له مظهر جسمي ممتاز.
  -  قال عيسى بن عمر: ما رأيت قط بياضا ولا حمرة أحسن من وجه مالك، ولا أشد بياض ثوب من مالك.
  -  وقال مصعب: كان يلبس الثياب العدنية ويتطيب.
  -  قال بشر بن الحارث: دخلت على مالك فرأيت عليه طيلسانا يساوي خمس مئة وقد وقع جناحاه على عينيه أشبه شيء بالملوك.
وهكذا كانت صفاته الجسمية والعقلية، وأخلاقه وأحواله، من شأنها أن تربي المهابة منه، وقد بلغت هيبته حدًا أعلى من هيبة الملوك، حيث دخل عليه بعض أهل الأندلس، فقال بعد أن رآه: "ما هبت أحدا هيبتي من عبد الرحمن بن معاوية - أي: عبد الرحمن الداخل -، فدخلت على مالك بن أنس فهبته هيبة شديدة صغرت معها هيبة ابن معاوية".

v    الإمام أحمد :

   - قال محمّد بن مسلم: كنّا نهاب أن نرادّ على أحمد بن حنبل في الشّيء أو نحاجّه في شيء من الأشياء، يعني لجلالته ولهيبة الإسلام الّذي رزقه.

-   قال المروذيّ- رحمه اللّه تعالى-: لم أر الفقير في مجلس أعزّ منه في مجلس أبي عبد اللّه ، كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدّنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التّواضع تعلوه السّكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلّم حتّى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر، يقعد حيث انتهى به المجلس. [سير أعلام النبلاء (11/ 218) ] .
  
-  قال ابن مفلح: كان يحضر مجلس أحمد زُهاءُ خمسة آلاف أو يزيدون، أقل من خمسمائة يكتبون، والباقي يتعلمون منه حسن الأدب وحسن السمت.

·     ولذلك أشار أئمتنا إلى مرتبته ضمن مبحث العدالة في كتب المصطلح فقالوا:

وصححوا استغناء الشهرة      عن تزكية كمالك نجم السنن

o       فأول طريق لإثبات العدالة: الشهرة بالخير والصلاح، واستفاضة ذلك على ألسنة الصالحين الطيبين

الجفوة بين العلم والأدب تفرز أعراضًا مرضية، منها التهجم على العلماء، والتطاول على الفضلاء، وسوء الأخلاق، وشذوذ السلوك، وعقوق الوالدين، والتقليد الأعمى في الهيئة واللباس، مع اعتداء على المعلمين والمربين بالأقوال والأفعال.

من السمت الحسن :
v   النظافة والطهارة :

·        وحفظا لنعمة الصحة أمرنا ديننا بالنظافة وجعل الطهور شطر الإيمان

·          وأول باب يبدأ به الفقه في ديننا هو العبادات وأول ما تبدأ به هو باب الطهارة ، فالوضوء مفتاح الصلاة ، والصلاة هي باب الدخول علي مناجاة الله والوقوف بين يديه

·       و من شروط صحة الصلاة طهارة المكان وطهارة الثياب وطهارة البدن..

·        شرع لنا ديننا كثيرا من أنواع الغسل المفروضة والمندوبة :
 فأوجب علينا الغسل من الجنابة وكذا المرأة من الحيض والنفاس وأخبر أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب ، وشرع لنا غسل الميت رغم أنه في آخر عهده بالدنيا وأول عهده بالآخرة وسيدفن في القبر بين الدود والتراب      

-   ورغب في الوضوء قبل النوم لينام علي طهارة كما جاء في حديث البراء بن عازب  أن النبي  قال له : إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة

·        سن لنا سنن الفطرة وأنها من سنن المرسلين قبلنا ، فقال  : " خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد ، وقص الشارب ، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط " .

·        ورغب في السواك لأنه مطهرة للفم فروي البخاري ومسلم عن أبي هريرة  عن النبي  قال : " لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ "

·        أمرنا الله أن نعظم بيوته ، والتعظيم يبدأ عند الشروع في الذهاب إليها ، " يا أيها الذين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد
وقد جعل الشارع الحكيم أحكاما متعلقة بهذه البقاع تعليما للأمة سنن النظافة والطهارة :

1- سن الغسل عند اجتماع عدد كبير من الناس فيها كالجمعة والعيدين .

 -  فعند البخاري وأحمد عن سلمان  عن النبي  قال : " لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من الطهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى "

-  وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: ) أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن وأن يمس طيبًا إن وجد.
                                                            
- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: كان النّاس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إنسان منهم وهو عندي- فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لو أنّكم تطهّرتم ليومكم هذا» [البخاري- الفتح 2 (902) واللفظ له. ومسلم (847) ] .

2- نهي عن كل ما يؤذي المسلم من رائحة كريهة ..

 ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن جابر  عن النبي  قال : " من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته " ...

عنايته عليه الصلاة والسلام بالنظافة والأناقة وهو أطهر الناس وأزكاهم حت لقد كان يتعرق مسكا :
·       فكان – صلى الله عليه وسلم – يعتني بترجيل شعره ، وتسريح لحيته ، وكان لديه شعرٌ طويل يصل إلى أذنيه.

        -  فعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من كان له شعر فليكرمه» [أبو داود (4163) واللفظ له. وقال الحافظ في الفتح (10/ 368): إسناه حسن. وذكره الألباني في الصحيحة (1/ 819) رقم (500) وقال: إسناده حسن ] .

        -  وعن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فرأى رجلا شعثا قد تفرّق شعره فقال: «أما كان يجد هذا ما يسكّن به شعره؟» ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال: «أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه» [أبو داود (4062) واللفظ له، وقال الألباني (2/ 766): صحيح صحيح النسائي للألباني برقم (4832). وصحح إسناده أيضا محقق «جامع الأصول» (4/ 751) ] .

·       ومن هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في الزينة ، استعماله للكحل ،وكانت لديه مكحلة يكتحل منها كل ليلة ، ويفضّل استخدام (الإثمد) وهو أجود أنواع الكحل ،
           - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -  اكتحلوا بالإثمد ؛ فإنه يجلو البصر ، وينبت الشعررواه الترمذي .

v   الهيئة واللباس :
لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من:
        الرصانة والتعقل.
        أو التمشيخ والرهبنة.
        أو التصابي وحب الظهور.

    -  عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «البسوا من ثيابكم البياض، فإنّها خير ثيابكم، وكفّنوا فيها موتاكم....» [أبو داود (4061) واللفظ له. والترمذي (994) وقال: حسن صحيح

 - وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب".أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.

- عن عوف بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّه قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في ثوب دون  فقال: «ألك مال؟»، قال: نعم، قال: «من أيّ المال؟»، قال: قد آتاني اللّه من الإبل والغنم والخيل والرّقيق، قال: «فإذا آتاك اللّه مالا فلير أثر نعمة اللّه عليك وكرامته» ...وقال محقق جامع الأصول (1/ 658): إسناده صحيح ] .

- عن عبد اللّه بن سلام- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما على أحدكم إن وجد أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتّخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته» [أبو داود (1078) واللفظ له. وابن ماجة (1095). وقال محقق جامع الأصول (10/ 659) إسناده صحيح ] . 

عناية النبي عليه الصلاة والسلام بمظهره:

-    عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - أنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم – مربوعًا....، لقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت أحسن منه.

يحدد حرمة أو حل اللباس في الإسلام كل من:

o       مكان وجود الإنسان كونه في البيت أو خارجه – مع محارم او غير محارم مع اختلاف عورة الرجل والمرأة
o       أن يكون ساترا للعورة لا واصفا – ولا كاشفا
o       أن لا يكون للشهرة :
     * أولا أن يلبس الشخص خلاف زِيِّه ولباسه المعتاد لقصد الاشتهار فإن هذا تشهير بنفسه وتفطين إليها كما لو لبس الإنسان ثوبا مقلوبا أو لباسا لا يلبس مثُله مثَله .

   *  ثانيا أن يلبس الشخص خلاف زِيّ أهل بلده من غير حاجة تدعو إلى ذلك فما يفعله بعض الشباب في هذه البلاد من لبس الملابس المخالفة لزي أهل بلدهم كاللباس الأفغاني أو السوداني أو الرياضي أو الإفرنجي مثلا من غير حاجة إلى ذلك والخروج به إلى الأسواق بل الدخول به إلى المساجد وأماكن العبادة ومجتمعات الناس هو في الحقيقة من لباس الشهرة المحرم الذي تشمله النصوص الشرعية لأنه خارج عن لباس أهل بلده وعشيرته وسبب لغيبته والوقوع في عرضه والإشارة إليه .

·       ينبغـــي للمـــرء موافقــــة أهل البلد في لبسهم المباح وعدم التميز عنهم بما يلفت الانتباه .

    وقد وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم لباس قومه ولم يتميز عنهم بأمر خاص، فكل ما لم يكن لباسًا دينيًا ولا يوجد سبب آخر لتحريمه، فيجوز للمسلمين لبسه، ولذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس اللباس المعهود لدى المشركين في وقته، سواء كانوا من سكان جزيرة العرب أو من سواهم، فمن وجده  أي رسول الله - مع عمه أبي لهب لم يميز بينهما باللباس فلباسهما واحد.

  - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومثل ذلك اليوم لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورًا بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر، لما عليه في ذلك من الضرر، بل قد يستحب للرجل أو يجب عليه أن يشاركهم أحيانًا في هديهم الظاهر إذا كان في ذلك  مصلحة دينية من دعوتهم إلى الدين... ونحو ذلك من المقاصد الصالحة" (اقتضاء الصراط المستقيم  1/176).

   *  ثالثا كل لباس أزرى بصاحبه فهو لباس شهرة محرم كما يفعله بعض المتعبدين والزهاد مما يقصدون به الارتفاع عن الناس وإظهار التواضع والزهد وقد يجمع إلى الشهرة الرياء ، وهذا من كبائر الذنوب المهلكة

   *  رابعا كل لباس يلبسه الإنسان على وجه التسيد والبروز والتفاخر به على الناس

   * خامسا ليس ثوب الشهرة مختصا بنفس الثياب بل كل ثوب - ولو كان رثا رديئا ـ يلبسه الإنسان ويؤدي به إلى الشهرة أو يلبسه بقصد الاشتهار به بين الناس فهو ثوب شهرة محرم لأن التحريم يدور مع الاشتهار والمعتبر القصد؛ ووصف الإمام الثوري رحمه الله السلف بقوله " كانوا يكرهون من الثياب الجياد التي يُشتهر بها ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم والثياب الردئية التي يُحتقر فيها ويُستذل دينه "

o       الإسراف والتكبر والخيلاء ، للتباهي والتعالي أو بمقصد محرم :
   - فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ  مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ ))

-   وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : " كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان : سرَف ومَخِيلة " رواه ابن أبي شيبة

أنا إذا ذكرت جمال الثياب ، ولا أقصد ثمنها إطلاقاً ، بل نظافتها ، بل تناسبها ، المؤمن جميل ، أن تكون له أذواق ، يتناول جمال الثياب ...

·      أنت مسلم ، ودخل إنسان بيتك فلم يجد ترفًا ، ولا بذخًا ، لكن يوجد أناقة ، يوجد جمال

الآن مع الأسف الشديد كل أنواع التجمل والرشاقة والأناقة والاعتناء بالبيوت من أجل أن ننتزع إعجاب الناس ، وأن يسبحوا بحمدك ، أما حينما تستخدم الأناقة والجمال والترتيب من أجل أن يرى هذا الإنسان أن المسلم فدين الإسلام دين متكامل ، دين الحياة ، دين الفطرة ، دين الأناقة ،  دين الجمال ، إن كنت تهدف أن تكف عنك ألسنة الشاردين ، وأن تكون كبيراً عند الطرف الآخر فلا مانع ، أما أن تتمنى أن تنتزع إعجاب الناس :﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾

مسألة الإسبال وجر الثوب :

الكلام في إسبال البنطلون كالكلام في غيره من أنواع اللباس كالثوب والقميص والبنطلون وغير ذلك مما يلبس الإنسان من الثياب.
  -  يشهد لهذا أن محارب بن دثار راوي حديث ابن عمر: "من جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة" سأله شعبة كما في صحيح البخاري (5450): "أَذَكَر إزاره؟" قال محارب: ما خص إزارًا ولا قميصًا. فأفاد ذلك بأن التعبير بالثوب يشمل الإزار وغيره .
      * وقد نقل ابن حجر في الفتح (10/262) عن الطبري أن ذكر الإزار مبني على أنه غالب لباسهم, فلما لبس الناس القميص والدراريع كان حكمها حكم الإزار في النهي, قال ابن بطال: هذا قياس صحيح لو لم يأت النص بالثوب فإنه يشمل جميع ذلك, والله أعلم.
وللإسبال عمومًا ثلاث أحوال:

1-   أن يسبل ثوبه مع ما يقترن بذلك في القلب من التكبر والخيلاء وهذا من كبائر الذنوب إجماعًا.
قال صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" (رواه البخاري 3465).
2-  أن يسبل ثوبه بدون قصد للإسبال من صاحبه  ولكن بسبب ارتخاء الثوب أو بعض أطرافه أو لعدم وجود غيره ونحو ذلك،  وقد ثبت إذن النبي صلى الله عليه وسلم وترخيصه لمن هو على تلك الحالة.

 -  فعــــن ابـــن عمر رضـــي الله عنه: "أن رســـــول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر في الإزار ما ذكر قال أبو بكر: يا رسول الله, إن إزاري يسقط من أحد شقيه؟ قال: إنك لست منهم" وفي رواية: "إنك لن تصنع ذلك خيلاء"  (رواه البخاري 3465).

 -  وكذلك ثبوت خروج النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة لما كسفت الشمس وهو يجر إزاره .

3-  أن يسبل ثوبه قاصدًا للإسبال من غير اقتران ذلك بالكبر والخيلاء وقد اختلف أهل العلم في حكم ذلك على قولين:

         أ.  ذهب جمهور أهل العلم من الأئمة الأربعة في المشهور عنهم إلى أن المحرم من الإسبال إنما هو المقترن بالكبر والخيلاء، أما الإسبال بدون ذلك فليس داخلًا في النهي وإنما يكره للتنزيه. (الفتاوى الهندية 5/333،  حاشية العدوي 2/591،  المجموع 4/454،  كشاف القناع 1/330).

        ب.  وقال آخرون من أهل العلم: بل الإسبال محرم بالخيلاء والكبر وبدونهما وهو رواية في مذهب الحنابلة (كشاف القناع 1/330).

وذلك أن أحاديث النهي عن الإسبال جاءت على نوعين:

 أحاديث قيدت التحريم بالخيلاء وهي الأكثر كما في حديث  ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". (البخاري3465، مسلم 2085).

 وأحاديث نصت على تحريم الإسبال مطلقًا من غير تقييد كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار" (رواه البخاري 5450).

-         فذهب الجمهور إلى حمل النصوص المطلقة في تحريم الإسبال على النصوص المقيدة له بالخيلاء.

-         وذهب بعض أهل العلم إلى أن الإسبال بدون خيلاء محرم للنصوص المطلقة، فإذا اقترن معه الخيلاء ازداد تحريمًا ولا يحملون المطلق هنا على المقيد.

والراجح هو قول الجمهور لما يلي:

 لموافقته للقواعد الأصولية في حمل المطلق على المقيد عند اتحاد السبب والحكم.
 ولقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في قصة أبي بكر: "إنك لست ممن يفعله خيلاء" فجعل مناط التحريم الخيلاء والتكبر.

  -   قال ابن تيمية رحمه الله: "ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه, وما سوى ذلك فهو باق على الإباحة, وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة " (شرح العمدة 4/366).

وأما حديث أبي جُري جابر بن سليم: "وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ". (رواه أحمد 20635)  فمحمول على أن الغالب فعل ذلك بسبب الخيلاء,وإلا فقد ثبت أن من الناس من لا يقصد الخيلاء بإسباله كما في قصة أبي بكر السابقة.

 -    قال الشوكاني رحمه الله: "والقول بأن كل إسبال من المخيلة أخذًا بظاهر حديث جابر ترده الضرورة؛ فإن كل أحـــــد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم حضور الخيـــلاء بباله، ويــــرده ما تقـــدم من قولـــه صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر كما عرفت, وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين" (نيل الأوطار 2/111).
      ومع هذا فالإسبال بدون خيلاء مكروه كراهة تنزيه كما نص عليه جماهير أهل العلم،  قال الإمام النووي:  " وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء وإلا فمنع تنزيه، لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقة فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء"(شرح مسلم 7/168).

o       احتواءه على محرم : ذهب – حرير – على صور محرمة...
o       هل في اللباس ضرر أو نفع؟ والمراد أن اللباس إذا كان في تفصيله أذى معين مثل تقليل كمية الدم في المكان الذي يضيق فيه ...
o       لباس التشبه :
ذكرنا أن على المرء أن لا يخالف عادة أهل البلد في اللباس فما انتشر عندهم من اللباس المباح يجوز ارتداؤه ولا تشبه في ذلك .

 -   يدل على ذلك ما  ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم:  "أنه لما عقد معه نصارى نجران عقد الجزية صالحهم على ألفي حلة يرسلونها إليه في كل سنة" (انظر سنن أبي داود 3041)، فكان يلبسها ويهديها أصحابه، وهي من لباس النصارى، لكن ليست لباسًا دينيًا ولا شعارًا لهم.

 -  وكذلك ماثبت في الصحيح من حديث المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه: "أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فخرج لقضاء حاجته فخرج معه يحمل إداوة فلما رجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل المغيرة يصب له على يديه وكان يلبس جبة رومية ضيقة، فأراد أن يخرج يده منها ليغسلها فضاقت عليه فأدخل يده فأخرجها من تحتها" (مسلم 274)..
       فهذه الجبة كانت رومية، والروم إذ ذاك ليس فيهم مسلمون، فدل هذا على جواز موافقة لباس الحضارات الأخرى ولو كانت غير مسلمة.

وورد التشديد في أمر التشبه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: "من تشبه بقومٍ فهو منهم" (رواه أبو داود 4031 واحتج به أحمد وجود إسناده ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 25/331).

ويكون التشبه بالكفار بعدد من الأمور حتى ولو كان المرء يعيش بين أظهرهم وهي كالتالي:

1-   ما كان شعارًا وعلامة على دين أو مذهب كفري أو يحمل رموزهم، فلا يجوز لبسه ولو انتشر بين الناس، ولو لبسه المرء بدون نية تشبه، مثل لباس الرهبان، والصليب، وقبعة اليهود الشرقيين والغربيين، ونجمة داوود، وأساور وعلامات فرقة الكبالا، وملابس عبدة الشيطان وغير ذلك.
2- التشبه بشخص بعينه من الكفار في اللباس والهيئة، كلاعب أو مغنٍ أو ممثل يعتبر من التشبه المنهي عنه.
3-  ما كان شعارًا واضحًا على فئة معينة من الكفار أو الفساق كملابس راقصي ومغني الراب أو الهيب هوب وغير ذلك من الشعارات الواضحة على فئة بعينها ومقلديها.


0 comentarios:

Publicar un comentario