lunes, 17 de diciembre de 2012

فن الحوار

0 comentarios


      فن الحوار فن قائم بحد ذاته ، لتبنى عليه شتى الإنجازات في مختلف المجالات من سياسة وإقتصاد إلى عالم الأعمال الشاق .

ونحن نفعل العكس بجدارة ، طريقة إدارتنا للحوار فيها من السلبية الشي الكثير ، والغرض يتحول فجأة إلى رغبة دفينة في دهس من أمامنا بأقتدار

حوارتنا تمتاز بالعنف الشديد ، وقد أثبتنا أننا شعوب نعتز بالأحذية كثيراً لدرجة اننا نتهاتف عليها مرددين شعار " إرفع حذائك ، يرضخ من أمامك " .

ولأنّ الخلاف صبغة بشرية فإن الحوار من شأنه تقريب النفوس وترويضها، وكبح جماحها بإخضاعها لأهداف الجماعة ومعاييرها، ويتطلب الحوار مهارات معينة، قواعد له إجراءات وآداب تحكم سيره، وترسم له الأطر التربوية التي من شأنها تحقيق الأهداف المرجوّة..

  إنّ في ثنايا الحوار فوائد جمّة نفسية وتربوية ودينية واجتماعية وتحصيلية تعود على المحاور بالنفع كونها تسعى إلى نمو شامل وتنهج نهجا دينيا حضاريا ينشده كثير من الناس.

   ** و القرآن الكريم أولى الحوار أهمية بالغة في مواقف الدعوة والتربية ، وجعله الإطار الفني لتوجيه الناس وإرشادهم إذ  فيه جذب لعقول الناس، وراحة لنفوسهم. إن الأسلوب الحواري في القرآن الكريم يبتعد عن الفلسفات المعقّدة،  ويمتاز بالسهولة ، فالقصة الحوارية تطفح بألوان من الأساليب حسب عقول ومقتضيات أحوال المخاطبين الفطرية والاجتماعية،

وغلّف تلك الأساليب بلين الجانب وإحالة الجدل إلى حوار إيجابي يسعى إلى تحقيق الهدف بأحسن الألفاظ، وألطف الطرق .
     -       قال تعالى : اذهبا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولاً ليناً لعلة يتذكر أو يخشى ) طه 43،44 0
   
          -  وقوله تعالى في موقف نوح علية السلام مع ابنة : وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوحٌ ابنهٌ وكان في معزِلٍ يبني اركب مّعنا ولاتكٌن مّع الكافرين ، قال سئاوي إلى جبلٍ يعصمٌني مِن المآءِ قال لآ عاصِم اليوم مِن أمرِ الله إلا من رحِم وحال بينهما الموج فكان مِن المغرقين ) هود 42،43 0

من كتاب احترام الصراع وهو مترجم لمؤلفيه (يجي غوت) و (فويتشيخ هامان)
*  لماذا ألفنا هذا الكتاب :؟
   -  في مواقف الخلاف والصراع غالباً ما نخضع لانفعالاتنا وارتكاسانتا وننسى تحقيق مصلحتنا.
   - إن التفاوض إن وجه نحو التعاون هو خير طريق لتجنب الوقوع في معارك هدامة أو في خضوع أو تهاون.
   - إذا كنا نواجه الطرف الآخر في موقف الصراع أو الخلاف على أنه عدو فإننا نسعى لتهديمه وإخضاعه وليس إلى حل المشكلة أو إقناعه.
    - إن أكبر مشاكل التواصل هو اعتقادنا امتلاك الحقيقة دون الآخرين أو أننا الأقدر والأعلم لفهم كل ما يدور من حولنا.
 
  -  نتعارك مع الآخر ونحاول بشتى الطرق إقناعه بوجهة نظرنا، نحاول أن نثبت أننا على حق ونتمسك بأمل خادع  مفاده أن النصر اللحظي في موقف الصراع سيضمن لنا النجاح الدائم والواقع ليس كذلك.

يحاول الناس السيطرة على الآخرين للأسباب التالية :

        -    يريدون تحقيق مصالحهم فقط .
        -    يخلفون من اللقاء الحقيقي والشخصي للآخرين، خاصة فيما يتعلق بالتعبير عن القضايا الصعبة والهامة.
       -   يتقمصون الدور والموقع (الاجتماعي ، السياسي ، الديني .. )  الذي يمثلونه بدلاً من تمثل حاجات  ومصالح كل الأطراف.
 
      -  يسعون لحماية وتأمين أشد جوانب شخصياتهم ضعفاً وحساسية.

بعض قواعد الحوار وضوابطه:

  **   تحديد الهدف من الحوار وفهم موضوعه، والمحافظة عليه أثناء الحوار إذ أنّ من شأن ذلك حفظ الوقت والجهد وتعزيز احترام الطرف الآخر.



 **  التهيؤ النفسي والعقلي والاستعداد لحسن العرض وضبط النفس، والاستماع والإصغاء والتواضع، وتقبّل الآخر، وعدم إفحامه أو تحقيره، والتهيؤ لخدمة الهدف المنشود بانتهاج الحوار الإيجابي البعيد عن الجدل وتحري العدل والصدق والأمانة والموضوعية في الطرح مع إظهار اللباقة والهدوء، وحضور البديهة ، ودماثة الأخلاق،والمبادرة إلى قبول الحق عند قيام الدليل من المحاور الآخر.


  **     عدم إصدار أحكام على المتحاور أثناء الحوار حتى وإن كان مخطأً لكي لا يتحول الموقف إلى جدال عقيم لا فائدة منه.


 **     اختيار الظرف الزماني والمكاني ومراعاة الحال  .......................: :
 على المحاور أن يختار الوقت والمكان المناسبين له ولمحاوره على حدٍّ سواء وبرضى تام.
   وعلى المحاور أن يراعي حالة محاوره أيضا؛  فيراعي الإرهاق والجوع ودرجة الحرارة، وضيق المكان والإضاءة والتهوية بحيث لا يكون الحوار سابقا لطعام والمحاور جائع، أو أن يكون الحوار سابقا لموعد الراحه والمحاور يفضّل النوم، أو يكون الحوار في وقت ضيق كدقائق ما قبل السفر،  أو وقت عملٍ آخر..


      إن الحوار يجب أن يراعي مقتضى حال المحاورين من جميع الجوانب النفسية والاقتصادية والصحية والعمرية والعلمية ومراعاة الفروق الفردية والفئة العمرية مع الإيمان بأن الاختلاف في الطبيعة الإنسانية أمر وارد.

             -  تأدَّب في الحوار مع أهل العلم والفضل والرأي ، واختر الأوقات المناسبة في ذلك ، ولا تُكثِر عليهم ، فإنما هم مشغولون بما هو أهمّ .

 **             الاستماع الإيجابي: ................................................. ..........

وهي طريقة فعّالة في التشجيع على استمرارية الحوار بالإيجابية وهي تنمّي العلاقة بين المتحاورين  ويحتاج الاستماع الإيجابي إلى رغبة حقيقية في الاستماع تخدم الحوار، وفي ذلك تعلّم الصبر وضبط النفس، وعلاج الاندفاعية و تنقية القلب من الأنانية الفردية.
والاستماع الإيجابي يؤدّي إلى فهم وجهة نظر الآخرين وتقديرها  ويعني مساحة أكبر في فهم المشاعر.

       ** البدء بنقاط التوافق : ................................................. .......:
 إنّ من شأن البدء بنقاط الاتفاق والبدء بالثناء على المحاور الآخر امتلاكَ قلبه وتقليص الفجوة وكسب الثقة بين الطرفين، وتبني جسرا من التفاهم يجعل الحوار إيجابيا متّصلا. أمّا البدء بنقاط الخلاف فستنسف الحوار نسفا مبكّراً.

      **  احترام المحاور :  ................................................. :
وعلى المحاور أن يمازح الشخص الذي يحاوره مهما كان فضا، وأن يظهر احترامه وأن يضع نفسه مكانه وأن يعامله على هذا الأساس.  وإياك أن تحتقر آراء الآخرين ، وأظهر اهتمامك بما يتحدثون ، حتى وإن لم تقتنع بما يقولون .
          - تجنب الأحكام الجاهزة التي لا تقدر على التصرف بألفاظها ومعانيها وقت إجراء الحوار فأنت لست بحاكم جائر ولا قاضٍ تفرض أحكامك بالقوة والعنف-وقصص الأنبياء مليئة بالحوار الهادئ والجدل المثمر البنَّاء.

              *  ومن ذلك مثلا : *
     -  أن تختار ألفاظك التي توجهها إليه وكن مهذّبا ومنضبطا في ذلك.
     -  مخاطبة المحاور باسمه أو لقبه أو كنيته التي يحبّها، مع عدم المبالغة في ذلك.

     -  ألا تستخدم كلمة " لا " خاصة في بداية الحوار، ولا تستعمل ضمير المتكلم أنا، ولا عبارة "يجب عليك القيام بكذا"  ولا عبارة " أنت مخطئ،" و سأثبت ذلك .
o        يمكنك أن تستبدل بالأمر الاقتراح كقولك –مثلا- :إذا لم تقتنع بكلامي فارجع إلى مصدر كذا وكذا.أو شاور من يعجبك رأيهم وتثق بعلمهم وخِبرتهم.

      **  ضبط الانفعالات ................................................. :

-  قال تعالى :  { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } طه44 .

  ( " لا تغضب "، توجيه نبوي ) فعلى المحاور أن يكون حكيما يراقب نفسه بنفس الدرجة  من اليقظة والانتباه التي يراقب فيها محاوره، وعليه إعادة صياغة أفكار محاوره وتصوراته وقسمات وجهه ورسائل عينيه، وعليه ألا يغضب إذا لم يوافقه محاوره الرأي.
        - عليك بالهدوء المفتَعَل. وضبط الأعصاب أثناء الحِوار- ولو استثارك الآخر-عمد- لاختبار أعصابك. ولا تتعالى على من تناقشه ولو كان الحق معك وكانت الحجة بجانبك فالتواضع له دوره في شدِّ وجذب الجمهور من الحاضرين إليك وأخذهم بآرائك.

** الاحتكام في الحوار إلى الحق وابلعقل والمنطق والدليل ........................:
                  يقول الله تعالى في محكم كتابه:((قل:هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))البقرة 111

     -  إياك ثم إياك أن تجادل للغلَب والانتصار والفوز والظفر فإن ذلك محبط للعمل مدمر للأجر والثواب جالب للمقت وليكنْ علمك والدعوة إليه والجهاد في سبيل توضيحه لله ومن أجل الله ثم لإظهار الحق وردِّ الباطل ودمغه فإذا هو زاهق والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

                        * ومن ذلك :
    - أعطه فرصة للتفكير-إ ن كان غير مكابر- لأن جوَّا الجدل مشحونٌ بالتوتر ويصعب على كل منَّا أن يُخذَل أمام المجموع.
    -  عليك أن تعطيه الفرصة للتراجع عن الرأي الخاطئ.
    -  الاعتراف بالخطأ ان وجد وشكر المحاور الآخر على تنبيهه للمحاور.
    -  الإجابة بـ " لا أدري " أو " لا أعلم " إذا سئل المحاور عن مسألة لا يعرفها
 


  - إذا شعرت أن الحوار عقيم ، والفائدة منه معدومة ، أو أن الطرف الآخر قد بدأ في الجدال والمخاصمة فتجنَّبه ، ونبيُّك صلى الله عليه وسلم يقول : ( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنة لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقّاً ) .

0 comentarios:

Publicar un comentario